قريش كعام الضبع في وجارها فلست لأعراضها بوفي ولا لأحسابها بكفي، فهم عمرو بان يتكلم فمنعه معاوية وتفرق القوم.
(وروى) المدائني قال بينا معاوية يوما جالسا وعنده عمرو بن العاص إذ قال الآذن قد جاء عبد الله بن جعفر بن أبي طالب فقال عمرو والله لأسوأنه اليوم فقال معاوية لا تفعل يا أبا عبد الله فإنك لا تنتصف منه ولعلك ان تظهر لنا من معيبه ما هو خفى عنا وما لا تحب ان نعلمه منه وغشيهم عبد الله بن جعفر فأدناه معاوية وقربه فمال عمرو إلى بعض جلساء معاوية فنال من علي (" ع ") جهارا غير سائر له وثلبه ثلبا قبيحا فالتمع لون عبد الله بن جعفر واعتراه إفكل حتى أرعدت فرائصه ثم نزل من السرير كالفنيق فقال عمرو مه يا أبا جعفر فقال له عبد الله صه لا أم لك ثم قال:
أظن الحلم دل علي قومي * وقد يتجهل الرجل الحليم ثم حسر عن ذراعيه وقال يا معاوية حتى م تتجرع غيضك والى كم الصبر على مكروه قولك وسيئ أدبك وذميم أخلاقك هبلتك الهبول اما يزجرك ذمام المجالسة عن القدح لجليسك ان لم تكن لك حرمة من دينك تنهاك عما لا يجوز لك اما والله لو عطفتك أواصر الأرحام وحاميت على سهمك من الاسلام ما أوعيت بنى الأماء لمتك والعبيد الشك اعراض قومك وما يجهل موضع الصفوة إلا أهل الجزة وإنك لتعرف وشائط قريش وصفوة عرائرها فلا يدعونك تصويب ما فرط من خطتك في سفك دماء المسلمين ومحاربة أمير المؤمنين " ع " إلى التمادي في ما قد وضح لك الصواب في خلافه فاقصد لمنهج الحق فقد طال عماؤك عن سبيل الرشد وخبطك في ديجور ظلمة الغي فان أبيت إلا تتابعا في قبح اختيارك لنفسك فاعفنا عن سوء المقالة فينا إذا ضمنا وإياك الندى وشأنك وما تريد إذا خلوت والله حسيبك فوالله لولا ما جعل لنا الله في يديك لما أتيناك ثم قال إنك ان كلفتني ما لم أطلق * ساءك ما سرك منى من حلق