والله يعلم انى أريد الموت دونه وهو ينظر إلى فقال العباس يا رسول الله أخوك وابن عمك أبو سفيان فارض عنه فقال صلى الله عليه وآله فعلت فغفر الله كل عداوة عادانيها ثم التفت إلى فقال أخي لعمري فقبلت رجله في الركاب وكان أبو سفيان ممن ثبت مع رسول الله يوم حنين لم يفر ولم تفارق يده لجام بغلة رسول الله وعززه على اختلاف في النقل.
ويقال إن الذين كانوا يشبهون رسول الله الحسن بن علي بن أبي طالب وجعفر بن أبي طالب وقثم بن العباس وأبو سفيان بن الحرث هذا والسائب بن عبيد الله بن عبد يزيد بن هاشم بن عبد المطلب بن عبد مناف.
وجمعهم ابن سيد الناس فقال لخمسة شبه المختار من مضر * يا حسن ما خولوا من شبهه الحسن لجعفر وابن عم المصطفى قثم * وسائب وأبى سفيان والحسن وكان رسول الله صلى الله عليه وآله يحب أبا سفيان بن الحرث بن عبد المطلب وشهد له بالجنة.
عن عروة عن أبيه أن النبي صلى الله عليه وآله قال: أبو سفيان بن الحرث من شباب أهل الجنة.
وعن أبي حبة البدري أن رسول الله صلى الله عليه وآله قال أبو سفيان من خير أهلي قاله يوم حنين وكان يصلى في كل ليلة الف ركعة.
وعن ابن إسحاق أن أبا سفيان بن الحرث لما حضرته الوفاة قال لأهله لا تبكوا على فإني لم أقترف خطيئة منذ أسلمت وكان سبب موته أنه كان في رأسه ثؤلولة فحلقه الحلاق فقطعها فلم يزل مريضا حتى مات.
قال أهل السير مات أبو سفيان بن الحرث بالمدينة بعد أن استخلف عمر بستة أشهر ويقال بل مات سنة عشرين وقيل توفى سنة الستة عشر ودفن بالبقيع قاله ابن قتيبة وقال أبو عمرو دفن في دار عقيل وكان هو الذي حفر قبر نفسه