خرج الحسنان " ع " وعبد الله بن جعفر رضي الله عنه وأبو حبة الأنصاري من مكة إلى المدينة فأصابهم مطر فلجأوا إلى خباء اعرابي فأقاموا عنده ثلاثا حتى سكنت السماء وذبح لهم فلما ارتحلوا قال له عبد الله ان قدمت المدينة فاسأل عنا فاحتاج الأعرابي بعد سنين فقالت امرأته لو اتيت المدينة فلقيت أولئك الفتيان فقال قد نسيت أسماءهم فقالت سل عن ابن الطيار فاتاه فقال الق سيدنا الحسن " ع " فلقيه فامر له بمائة ناقة بفحولها ورعاتها ثم أتى الحسين " ع " فقال كفانا أبو محمد مؤنة الإبل فامر له بألف شاة ثم انى عبد الله (رض) فقال كفاني أخواي الإبل والشاة فامر له بمائة ألف درهم ثم أتى أبا حبة فقال والله ما عندي مثل ما أعطوك ولكن جئني بإبلك فأوقرها لك تمرا فلم يزل اليسار في أعقاب الاعرابي (وروى) عنه (رض) كان يقول لا خير في المعروف إلا أن يكون ابتداء فاما أن يأتيك الرجل بعد تململ على فراشه لا يدرى أيرجع ينجح الطلب أو كآبة المنقلب فان أنت رددته عن حاجته تصاغرت إليه نفسه فتراجع الدم في وجهه وتمنى ان يجد نفقا في الأرض فيدخل فيه فلا.
قال المسعودي في مروج الذهب وقد عبد الله بن جعفر رضي الله عنهما على معاوية فسمع به عمرو بن العاص فسبق إلى دمشق ودخل على معاوية وعنده جمع من بنى هاشم وغيرهم فقال عمرو قد أتاكم رجل خذول للسلف متعارف بالسرف وذكر مساوي أعرضنا عن ذكرها فغضب عبد الله بن الحرث بن عبد المطلب وقال كذبت يا عمرو ليس عبد الله كما ذكرت ولكنه لله ذكور ولبلائه شكور وعن الخناء نفور مهذب ما جد كريم حليم إن ابتدأ أصاب وإن سئل أجاب غير حصر ولا هياب كالهزبر الضرغام والسيف الصمصام ليس كمن اختصمت فيه من قريش مشركوها فغلب عليه جزا ها فأصبح أو ضعها نسبا وألأمها حسبا لأشرف له في الجاهلية مذكور ولا قدم له في الاسلام مشهور غير انك تنطق بلسان غيرك ولقد كان أمر في الحكم وأبين في الفصل ان يعمك عن ولوغك في اعراض