يحتمل له ما يجبه به يدل على ذلك ما رواه الزمخشري في ربيع الأبرار أن معاوية كتب إلى عقيل يعتذر إليه من شئ جرى بينهما من معاوية بن أبي سفيان إلى عقيل ابن أبي طالب اما بعد يا بنى عبد المطلب فأنتم والله فروع قصي ولباب عبد مناف وصفوة هاشم فأين أحلامكم الراسية وعقولكم الكاسية وحفظكم الأواصر وحبكم العشائر ولكم الصفح الجميل والعفو الجزيل مقرونان بشرف النبوة وعز الرسالة وقد والله ساءني ما كان جرى ولن أعود لمثله إلى أن أغيب في الثرى فكتب إليه عقيل (ره).
صدقت وقلت حقا غير انى * أرى أن لا أراك ولا تراني ولست أقول سوء في صديقي * ولكني أصد إذا جفاني فركب إليه معاوية وناشده في الصفح وأجازه مائة ألف درهم حتى رجع.
(وروى) ابن عبد ربه أن معاوية قال لعقيل بن أبي طالب لم جفوتنا يا أبا يزيد فأنشأ يقول:
وإني امرؤ منى التكرم شيمة * إذا صاحبي يوما على الهون أضمرا ثم قال أيم الله يا معاوية لئن كانت الدنيا أفرشتك مهادها وأظلتك بسرادقها ومدت عليك اطناب سلطانها ما ذاك بالذي يزيدك منى رغبة ولا تخشعا لرهبة فقال معاوية لقد نعتها أبا يزيد نعتا هش له قلبي وأيم الله يا أبا يزيد لقد أصبحت علينا كريما والينا حبيبا وما أصبحت أضمر لك إساءة.
(ويروى) أن زوجة عقيل وهي فاطمة ابنة عتبة بن ربيعة قالت له يا بنى هاشم لا يحبكم قلبي ابدا أين أبى أين عمى أين أخي كأن أعناقهم أباريق فضة ترد آنافهم الماء قبل شفاههم قال إذا دخلت جهنم فخذي على شمالك فشدت عليها ثيابها وأتت عثمان فشكت عليه فبعث عبد الله بن عباس ومعاوية حكمين فقال ابن عباس لأفرق بينهما وقال معاوية ما كنت لأفرق بين سنخين من قريش فلما أتياهما وجداهما قد أغلقا بابهما واصطلحا.