(وروى) أبو الفرج الأصبهاني باسناده عن عثمان بن أبي سليمان وابن قمارين قالا مر النبي صلى الله عليه وآله بعبد الله بن جعفر وهو يصنع شيئا من طين من لعب الصبيان فقال ما تصنع بهذا فقال أبيعه قال ما تصنع بثمنه قال اشترى به رطبا فأكله فقال النبي صلى الله عليه وآله اللهم بارك له في صفقة يمينه فكان يقال ما اشترى شيئا قط إلا رمح به.
وكان عبد الله أحد أجواد الإسلام المشهورين وكان يلقب بالجواد وبحر الجود وكان يقال له ابن ذي الجناحين وصاح به اعرابي يا أبا الفضل فقيل له كنيته قال إن تكن كنيته فإنها صفته وكان حليما ظريفا عفيفا وقيل لم يكن في الإسلام أسخى منه واستسرفه بعضهم في الجود فقال إن الله عودني عادة وعودت خلقه عادة عودني ان يمدني بالرزق وعودت خلقه ان أمدهم بالبر فأكره أن أقطع العادة فيقطع عنى المادة.
وروى أنه أعطى امرأة سألته مالا عظيما فقيل له انها لا تعرفك وكان يرضيها اليسير فقال إن كان يرضيها اليسير فإني لا أرضى إلا بالكثير وإن كانت لا تعرفني فانا أعرف نفسي.
(وروى) الرياشي عن الأصمعي قال مدح نصيب بن رياح عبد الله بن جعفر فامر له بمال كثير وكسوة شريفة ورواحل موقرة برا وتمرا فقيل أتفعل هذا بمثل هذا العبد الأسود قال اما لأن كان عبدا انني لحر وإن كان أسود إن ثناءه لأبيض وإنما اخذ مالا يفنى وثيابا تبلى ورواحل تنضى وأعطى مديحا يروى وثناء يبقى.
ومن غريب ما يحكى من جوده ان عبد الرحمن بن أبي عمارة وهو من نساك الحجاز دخل على نحاس يعرض قيانا له تعلق بواحدة منهن فشهر يذكرها حتى مشى إليه عطاء وطاووس ومجاهد يعذلونه فكان جوابه أن قال.
يلومني فيك أقوام أجالسهم * فما أبالي أطار اللوم أم وقعا