وأتاني فأمرت له بمائة ألف درهم فقال لهم عقيل يا أهل الشام عنى فاسمعوا لا عن معاوية انى أتيت أخي عليا " ع " فوجدته رجلا قد جعل دنياه دون دينه وخشي الله على نفسه ولم تأخذه في الله لومة لائم فوصلني بما اتسعت له كفاه واحتمله ماله فحسبكم انه خرج إلى من جميع ماله وإني أتيت معاوية فوجدته رجلا قد جعل دينه دون دنياه وركب الضلالة واتبع هواه فأعطاني ما لم يعرق فيه جبينه ولم تكدح فيه يمينه رزقا أجراه الله على يديه وهو المحاسب عليه دوني لا محمود ولا مشكور فيه ثم التفت إلى معاوية فقال اما والله يا بن هند ما تزال منك سوالف يمرها منك قول وفعل فكأني بك قد أحاط بك ما الذي تحاذر فأطرق معاوية ساعة ثم قال من يعذرني من بنى هاشم ثم أنشد يقول:
أزيدهم الاكرام كي يشعبوا العصا * فيأبوا لدى الاكرام أن يتكرموا إذا عطفتني رقتان عليهم * نأوا حسدا عنى فكانوا هم هم وأعطيهم صفوا الاخا فكأنني * معا وعطاياي المباحة علقم وأغضي عن الذنب الذي لا يقيله * من القوم إلا الهزبري المصمم حيا واصطبارا وانعطافا ورقة * وأكظم غيظ القلب إذ ليس يكظم أما والله يا بن أبي طالب لولا أن يقال عجل معاوية لخرق ونكل عن جواب لتركت هامتك أخف على أيدي الرجال من حولي الحنظل فأجابه عقيل:
عذيرك منهم من يلوم عليهم * ومن هو منهم في المقالة أظلم لعمرك ما أعطيهم منك رأفة * ولكن لأسباب وحولك علقم أبى لهم ان ينزل الذل دارهم * بنو حرة زهر وعقل ومسلم وانهم لم يقبلوا الضيم عنوة * إذا ما طغى الجبار كانوا هم هم فدونك ما أسديت فاشدد به يدا * وخيركم المبسوط والشر فالزموا ثم رمى المائة ألف درهم ونفض ثوبه وقام ومضى فلم يلتفت إليه.
قال المؤلف ثم إن معاوية استعطفه بعد ذلك ولم يبد له إلا المحبة وكان