أن استخبره عن نفسه قال فيه سوء فأحب أن يسأله ليقول فيه ما يعلمه من السوء فيذهب بذلك غضب جلسائه قال يا أبا يزيد ما تقول في؟ قال دعني من هذا قال لتقولن قال أتعرف حمامة قال ومن حمامة يا أبا يزيد قال قد أخبرتك ثم قام فمضى فأرسل معاوية إلى النسابة فدعاه وسأله عن حمامة قال ولى الأمان قال نعم قال حمامة جدتك أم أبى سفيان كانت بغيا في الجاهلية صاحبة راية فقال معاوية لجلسائه قد ساويتكم وزدت عليكم فلا تغضبوا.
(وروى) ابن عبد ربه في كتاب العقد ان معاوية قال لعقيل إن عليا قد قطعك ووصلتك ولا يرضيني منك الا أن تلعنه على المنبر قال افعل قال فاصعد فصعد ثم قال بعد أن حمد الله تعالى وأثنى عليه قال أيها الناس ان أمير المؤمنين معاوية أمرني أن العن علي بن أبي طالب فالعنوه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ثم نزل، فقال له معاوية انك لم تبين يا أبا يزيد من لعنت بيني وبينه قال والله ما ازددت حرفا ولا نقصت آخر والكلام إلى نية المتكلم.
(وروى أيضا) أنه لما قدم عقيل إلى معاوية أكرمه وقربه وقضى عنه دينه ثم قال له في بعض الأيام والله إن عليا لم يكن حافظا لك إذ قطع قرابتك وما وصلك وما اصطنعك فقال له عقيل والله لقد أجزل العطية وأعظمها ووصل القرابة وحفظها وحسن ظنه بالله إذ ساء به منك وحفظ أمانته وأصلح رعيته إذ خنتم وأفسدتم وجرتم فاكفف لا أبا لك فإنه عما تقول بمعزل، قال ودخل عقيل على معاوية وقد كف بصره فأجلسه معاوية على سريره وقال له أنتم معشر بنى هاشم تصابون في أبصاركم قال وأنتم معشر بنى أمية تصابون في بصائركم، وقال له معاوية يوما والله إن فيكم خصلة ما تعجبني يا بنى هاشم قال وما هي قال لين قال لين؟ ماذا قال هو ذاك قال إيانا تعير يا معاوية أجل والله أن فينا للينا من غير ضعف وعزا من غير جبروت واما أنتم يا بنى أمية فان لينكم غدر وعزكم كفر فقال معاوية ما كل هذا أردنا يا أبا يزيد فأنشد عقيل يقول شعرا: