قال لذلك كبرت قال نعم قال اما والله ما موته بالذي يؤخر اجلك ولا حفرته بسادة حفرتك ولأن أصبنا به فلقد أصبنا بسيد المرسلين وامام المتقين ورسول رب العالمين ثم بعده بسيد الأوصياء فجبر الله تلك المصيبة ورفع تلك المعرة فقال ويحك يا بن عباس ما كلمتك إلا وجدتك معدا.
وحدث الزبير ابن بكار عن رجاله قال قدم ابن عباس على معاوية وكان يلبس أدنى ثيابه ويخفض شانه لمعرفته ان معاوية كان يكره اظهاره لشأنه وجاء الخبر إلى معاوية بموت الحسن بن علي " ع " فسجد شكرا لله تعالى وبان السرور في وجهه في حديث طويل ذكره الزبير ابن بكار ذكرت منه موضع الحاجة إليه وأذن للناس وأذن لابن عباس بعدهم فاستدناه وكان قد عرف بسجدته فقال له أتدري ما حدث بأهلك قال لا قال فان أبا محمد " ع " توفى فعظم الله أجرك فقال انا لله وانا إليه راجعون عند الله محتسب المصيبة برسول الله صلى الله عليه وآله وعند الله نحتسب بمصيبتنا بالحسن " ع " انه قد بلغتني سجدتك فلا أظن ذلك الا لوفاته والله لا يسد جده حفرتك ولا يزيد بقضاء اجله في عمرك ولربما رزينا بأعظم من الحسن " ع " ثم حبى الله قال معاوية كم كان أتى له قال شأنه أعظم من أن تجهل مولده قال أحسبه ترك صبيانا صغارا قال كلنا كان صغيرا فكبر قال أصبحت سيد أهلك قال إماما أبقى الله! يا عبد الله الحسين " ع " بن علي " ع " فلا ثم قام وعينه تدمع فقال معاوية لله دره لا والله ما هجيناه قط إلا وجدناه سيدا ودخل على معاوية بعد انقضاء العزاء فقال له معاوية يا أبا العباس اما تدرى ما حدث في أهلك قال لا قال هلك أسامة بن زيد فعظم الله أجرك قال انا لله وانا إليه راجعون رحم الله أسامة وخرج واتاه بعد أيام وقد عزم على محاققته فصلى في الجامع يوم الجمعة واجتمع الناس يسألونه عن الحلال والحرام والفقه والتفسير وأحوال الإسلام والجاهلية وافتقد معاوية الناس فقيل انهم مشغولون بابن عباس ولو شاء ان يضربوا معه بمائة الف سيف قبل الليل لفعل فقال نحن أظلم منه حبسناه عن أهله ونعينا إليه