عباس هذا والله أمير المؤمنين وان تربدت فيه وجوه ورغمت فيه معاطس اما والله لهو أمير المؤمنين " ع " وأمس برسول الله صلى الله عليه وآله رحما وأقرب قرابة وأقدم سبقا وأكثر علما وأعلى منارا وأكثر آثارا من أبيك ومن عمر فقالت أبيت ذلك فقال اما والله ان كان آباؤك فيه قصير المدة عظيم المشقة ظاهر الشوم بين النكد، وما كان آباؤك فيه إلا كحلب شاة حتى صرت ما تأمرين ولا تنهين لا ترفعين ولا تضعين وما كان مثلك إلا كمثل ابن الخضرمي بن نجمان أخي بنى أسد حيث يقول:
ما زال اهداء القصائد بيننا * شتم الصديق وكثرة الألقاب حتى تركتهم كأن قلوبهم * في كل مجمعة طنين ذباب قال: فأراقت دمعتها وأبدت عويلها وتبدي نشيجها ثم قالت اخرج والله عنكم فما في الأرض بلد أبغض إلى من بلد أنتم فيه، فقال ابن عباس فلم والله ماذا بلاؤنا عندك ولا صنيعنا إليك انا جعلناك للمؤمنين اما وأنت بنت أم رومان وجعلنا أباك صديقا وهو ابن أبي قحافة فقالت يا بن عباس تمنون على برسول الله صلى الله عليه وآله فقال: ولم لا نمن عليك لو كان منك قلامة منه مننتنا به ونحن لحمه ودمه ومنه واليه وما أنت إلا حشية من تسع حشايا خلفهن بعده لست بأبيضهن لونا ولا أحسنهن وجها ولا بأرشحهن عرقا ولا بأنضرهن ورقا ولا بأطراهن أصلا فصرت تأمرين فتطاعين وتدعين فتجابين وما مثلك إلا كما قال آخر بنى فهر:
مننت على قومي فأبدوا عداوة * فقلت لهم كفوا العداوة والنكرا ففيه رضا من مثلكم لصديقه * وأحجى بكم ان تجمعوا البغي والكفرا قال ثم نهضت وأتيت أمير المؤمنين " ع " فأخبرته بمقالتها وما رددت عليها فقال " ع " انا اعلم بك حيث بعثتك.
وأقام أمير المؤمنين بعد وقعة الجمل خمسين ليلة ثم اقبل على الكوفة