دون بعض وما أقول هذا أروم صرفك عما دخلت فيه، ولكن للحجة نصيبها من البيان، وأما قولك ان رسول الله صلى الله عليه وآله منا ومنكم فإن رسول الله شجرة نحن أغصانها وأنتم جيرانها، وأما قولك يا عمر انك تخاف الناس علينا فهذا الذي قدمتموه أول ذلك والله المستعان.
ومما يناسب إيراده هنا ما ذكره الشريف أبو القاسم علي بن الحسين المرتضى (رض) في كتابه (الفصول) قال: حضر الشيخ المفيد أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان بسر من رأى واجتمع إليه من العباسيين وغيرهم جمع كثير فقال له بعض مشايخ العباسيين أخبرني من كان الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله؟
فقال له كان الإمام من دعاه العباس إلى مده يده للبيعة، على حرب من حارب وسلم من سالم، فقال العباسي ومن هذا الذي دعاه العباس لذلك؟ فقال له الشيخ هو علي بن أبي طالب " ع " حيث قال له العباس في اليوم الذي قبض فيه رسول الله بما اتفق أهل النقل ابسط يدك يا بن أخي أبايعك فيقول الناس عم رسول الله صلى الله عليه وآله بايع ابن أخيه فلا يختلف عليك اثنان، فقال شيخ من فقهاء البلد فما كان الجواب من على " ع " فقال له كان الجواب ان قال له ان رسول الله صلى الله عليه وآله عهد إلى أن لا ادعو أحدا حتى يأتوني ولا أجرد سيفا حتى يبايعوني وانما انا كالكعبة أقصد ولا أقصد. ومع هذا فلي برسول الله شغل، فقال له العباسي فقد كان العباس إذا على خطأ في دعائه إلى البيعة؟ فقال الشيخ لم يخطأ العباس فيما قصد له لأنه عمل على الظاهر وكان عمل أمير المؤمنين " ع " على الباطن فكلاهما أصابا الحق ولم يخطئا والحمد لله، فقال له العباسي فإن كان الإمام هو علي بن أبي طالب " ع " بعد النبي صلى الله عليه وآله فقد أخطأ أبو بكر وعمر ومن تبعهما وهذا أعظم في الدين؟ فقال له الشيخ لست أنشط الساعة بتخطية أحد وانما أجبتك عن شئ فإن كان صوابا تضمن تخطية انسان فلا تستوحش من اتباع الصواب وان كان باطلا فتكلم على بطلانه فهو أولى من التشنيع بما لا يجدي نفعا مع أنه