نفي الأصل وإنما أراد نفي الكمال يعني لا أيمان لهم وافية يفون بها ومثله قوله صلى الله عليه وسلم ولا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد (1) ومن سمع النداء فلم يجب (2) فلا صلاة له (3) ولا وضوء لمن لم يذكر اسم الله عليه ولا دين لمن لا أمانة له (4) ونحو قول الشاعر لو كنت من أحد يهجي هجوتكم * يا بن الرقاع ولكن سلت من أحد (5) ومعلوم أنه لم يود نفيه عن أن يكون متسما (6) بذلك ومعدودا من جملة الناس وانه أحدهم وإنما أراد لست من أحد يؤبه له ويعتد به فقد ثبت بما وصفنا أن حرف النفي قد ينفي به الأصل تارة والكمال أخرى مع ثبات الأصل وغير جائز أن يراد به الأمران جميعا في حال واحدة لأنه إذا أراد نفي الأصل لم يثبت فيه شئ ومتى أراد إيجاب النقص ونفي الكمال فقد دل لا محالة على أن شيئا منه قد ثبت وأنه مع ذلك غير كامل وهذا لا يصح أن يوصف به ما لم يثبت منه شئ لأنا متى قلنا إن هذه صلاة ناقصة فقد أثبتنا منها شيئا ناقصا لأنه لا يصح أن يوصف ما لم يثبت منه شئ بالنقصان إذ كان النقصان هو فوات البعض مع ثبات الأصل فثبت
(٣٥٢)