سميت باسم الجمل للمجاورة ومنه قولهم للشاة التي تذبح عند حلق رأس الصبي عقيقة والعقيقة (1) اسم للشعر نفسه فسميت الشاة باسمه لأنه كان هو (2) سببها ومنه الغائط وهو اسم للمكان المطمئن من الأرض وكانوا يقضون حوائجهم في مثله فسمي ما يخرج من الإنسان به لقرب المجاورة على جهة الكناية (3) ومنه الجماع كنى عنه باللمس و (4) بالدخول قال الله تعالى لم تكونوا دخلتم بهن فلا جناح عليكم (5) فهذا أكثر من أن يحصى في اللغة وربما كان المجاز في بعض المواضع أبلغ وأحسن من استعمال الحقيقة فيه وهذا مالا يدفعه أحد له أدنى معرفة بشئ من لسان العرب وقد وضع أهل اللغة كتبا في المجاز وقالوا هذا اللفظ (6) مجاز وهذا حقيقة مشهور ذلك عنهم متعارف (7) متعالم بينهم وربما سمي الشئ بما لا يجوز أن يكون اسما له بحال على وجه يعتبر المخاطب به لأن في زعمه كذلك نحو قوله تعالى إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفا (8) يعني الذي في زعمك أنه إلهك وقوله تعالى أغنت عنهم آلهتم (9) يعني الذي يزعمون (10) بأنهم آلهتهم ونظيره قوله تعالى إنك أنت العزيز الكريم (11) يعني إنك كنت في زعمك كذلك
(٣٦٦)