الصامت ظاهر من امرأته فأنزل الله تعالى ذلك (1) وكان سبب نزول آية اللعان أن هلال بن أمية (2) قذف امرأته بشريك بن سحماء (3) فكان عموم في سائر الناس (4) وكان سبب آية
(١) آية الظهار المرادة قوله تعالى (والذين يظاهرون منكم من نسائهم ما هن أمهاتهم) سورة المجادلة اية ٢.
قال أبو بكر الجصاص اما المجادلة التي كانت في المرأة فان عبد الله بن محمد حدثنا قال حدثنا الحسن بن أبي الربيع قال أخبرنا عبد الرزاق قال أخبرنا معمر عن أبي إسحاق في قوله (قد سمع اله قول التي تجادلك في زوجها) في امرأة يقال لها خولة وقال عكرمة بنت ثعلبة زوجها أوس بن الصامت. وقال الواحدي:
نزلت هذه الآية في خولة بنت ثعلبة وزوجها أوس ابن الصامت. وكن به لمم فاشتد به لممه ذات يوم فظاهر منها ثم ندم على ذلك. وكان الظهار طلاقا في الجاهلية وقيل هي خولة بنت حكيم وقيل اسمها جميلة والأول أصح، وقيل هي بنت خويلد، وقال الماوردي انها نسبت تارة إلى أبيها وتارة إلى جدها واحدهما أبوها والاخر جدها فهي خولة بنت ثعلبة بن خويلد. راجع في تفصيل ذلك احكام القران للجصاص ٣ / ٥١٣ والمبسوط للسرخسي وساق قصة أوس بن الصامت وساق قصة مماثلة باسم محمد بن صخر البياضي ٦ / ٢٢٤ وفتح البيان ٩ / ٣١٧ والكشاف ٤ / ٦٩ وفتح القدير للشوكاني ٥ / ١٨١ والدر المنثور ٦ / ١٧٩ وتفسير الخازن ٧ / ٤٢ واحكام القران لابن العربي ٤ / ١٧٣٧ (٢) هو هلال بن أمية بن عامر بن قيس بن عبد الأعلم الأنصاري الواقفي شهد بدرا وما بعدها وهو أحد الثلاثة الذين تيب عليهم وله ذكر في الصحيح من رواية سعيد بن جبير عن ابن عمر. راجع ترجمته في الإصابة ٦ / ٢٨٩ (٣) هو شريك بن سحماء بفتح السين وسكون الحاء المهملتين وهي أمه واسم أبيه عبدة بن معتب بن الجد بن العجلان حليف لا أنصار، وروى ابن سعد عن الواقدي انه شهد أحدا مع أبيه قال وكان شريك أحد الامراء بالشام في خلافة أبى بكر وبعثه عمر رسولا إلى عمرو بن العاص حين أراد ابن يتوجه إلى فتح مصر ذكر ابن عساكر ولم ينبه إلى أنه ابن سمحاء فكأنه عنده اخر.
راجع ترجمته في الإصابة ٣ / ٢٠٦ (٤) أخرج البخاري والترمذي وابن ماجة عن ابن عباس (ان هلال ابن أمية قذف امرأته عند النبي صلى الله عليه وسلم بشريك بن سحماء فقال النبي صلى الله عليه وسلم البينة وإلا حد في ظهرك فقال: يا رسول الله إذا رأى أحدنا على امرأته رجلا ينطلق يلتمس البينة؟ فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول: البينة ولاحد في ظهرك فقال هلال: والذي بعثك بالحق انى لصادق ولينزلن الله ما يبرئ ظهري من الأحد ونزل جبريل فأنزل عليه (والذين يرمون أزواجهم...) حتى بلغ (إن كان من الصادقين) فانصرف النبي صلى الله عليه وسلم يقول: والله يعلم أن أحدكما كاذب فهل منكما تائب؟ ثم قامت فشهدت فلما كانت عند الخامسة، وقفوها وقالوا انها موجبة. فتلكأت ونكصت حتى ظننا انها ترجع ثم قالت: لا أفضح قومي سائر اليوم فمضت فقال النبي صلى الله عليه وسلم أبصروا فان جاءت به أكحل العينين سابغ الأليتين خدلج الساقين فهو لشريك بن سحماء فجاءت به كذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم لولا ما مضى من كتاب الله لكان لي ولها شان.
واخرج هذه القصة أبو داود والطيالسي وعبد الرزاق واحمد وعبد حميد وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه عن ابن عباس مطوية وأخرجها مسلم ولم يسموا الرجل ولا المرأة.
راجع في ذلك فتح القدير للشوكاني ٤ / ١٠ والدر المنثور ٥ / ٢١ واحكام القرآن لابن العربي ٣ / ١٣٤٠ وفتح البيان ٦ / ٣٢٦ واحكام القرآن للجصاص 3 / 351 والكشاف 3 / 52 وتفسير الخازن 5 / 50 وأسباب النزول للسيوطي 1960 وتنوير المقياس 217.