ويدل على صحة هذا القول ما روي (1) أن رجلا خطب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال النبي صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت (2) يعني بقوله ومن يعصهما لأنه (3) جمع بقوله اسم (4) الله تعالى واسم (5) الرسول صلى الله عليه وسلم (6) في كناية واحدة ومن الكنايات ما يتقدم مذكوران فيرجع إلى أحدهما تارة ثم تعلق به صفة أخرى أو حكم آخر فيرجع إلى الأخر نحو قوله تعالى بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا (7) فقوله (8) تعزروه وتوقروه للرسول صلى الله عليه وسلم وقوله (9) وتسبحوه بكرة وأصيلا لله تعالى ومن ألفاظ العموم ما ينتظم مسميات بحكم مذكور لها ثم يعطف عليها بعض من (10) شمله الاسم بحكم يخصه به فلا يكون في هذا دلالة على أن الحكم الأول مخصوص فيمن عطف عليه دون من (11) استوفاه الاسم واقتضاه العموم وذلك نحو قوله تعالى والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء (12) فهذا في المطلقات ثلاثا فما (13) دونها وفي العاقلة والمجنونة
(٢٧٦)