إن الله غفور رحيم (1) فكان حكم التخصيص فيه مقصورا على ما يليه أيضا لأن التوبة به لا تسقط القطع و (2) إنما يخرجه من أن يكون واقعا (3) على وجه النكال والعقوبة لأن التوبة قد أخرجته من أن يكون نكالا وإنما يكون حينئذ مقطوعا على وجه المحنة كما يجوز أن يبتليه الله تعالى بالآلام والأمراض على وجه (4) الفتنة (5) والتعريض للثواب بالصبر عليها لأن التائب لا عقاب عليه وقد يجوز أن يكون قوله تعالى تاب من بعد ظلمه وأصلح كلاما مبتدأ لأنه يصح ابتداء الكلام به (6) ومن ألفاظ التخصيص ما يعرض بينه وبين الجملة التي وقع التخصيص فيها جملة أخرى تتوسطها (7) في نسق الخطاب فلا يمنع (8) ما عرض من ذلك من إعمال لفظ التخصيص في الجملة المتقدمة وذلك نحو قوله تعالى عليكم الميتة والدم (9) إلى قوله تعالى فسق ثم قال تعالى يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم (10) إلى قوله تعالى لكم الإسلام دينا (11) ثم قال تعالى اضطر في مخمصة غير متجانف لإثم (12) يعني فيما تقدم تحريمه ولم يمنع ما توسطها من قوله تعالى يئس الذين كفروا من دينكم وما بعده رجوع حكم التخصيص المذكور بعده إلى الجملة لأن الجميع خطاب واحد بعضه معطوف على بعض وقوله تعالى اضطر في مخمصة لا يصح أن يضمر فيه ويعطف عليه إلا ما تقدم تحريمه في أول الخطاب وقد جاء بلفظ الاستثناء ما لم يخرج شيئا من الجملة كقوله تعالى يكون للناس عليكم حجة إلا الذين
(٢٧١)