فإن قيل إنما أنكرت عائشة رضي الله عنها ذلك لأن الفعل يحيله لأنه غير جائز في الحكمة تعذيب الإنسان لأجل فعل غيره قيل له إنه (1) وإن كان العقل يرده متى حمل على ظاهره فقد أخبرت عائشة أن مخالفته لظاهر القرآن أحد ما يرد به ويمنع قبوله وقد (2) روي عن ابن أبي مليكة (3) أن أبا بكر رضي الله عنه (4) جمع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنكم تحدثون عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أحاديثا (5) تختلفون فيها فمن بعدكم أشد اختلافا فمن جاءكم يسألكم الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقولوا عندنا كتاب الله فأحلوا حلاله وحرموا حرامه (6) فأمرهم بالرجوع إلى كتاب الله تعالى ومنع الاعتراض عليه بأخبار الآحاد والأصل في ذلك أن الأحكام التي ليس فيها نص ولا اجماع (7) طريق اثباتها وجهان أحدهما ما كان لله تعالى عليه (8) دليل قاطع يوصل إلى العلم به حتى لا يكون
(١٦١)