التي بأيدينا، على ما توهمه بعض الأخباريين (1)، أو الظن بصدور جميعها إلا قليلا في غاية القلة، كما يقتضيه الإنصاف ممن اطلع على كيفية تنقيح الأخبار وضبطها في الكتب - هو أن يقال: إن عمدة الاختلاف إنما هي كثرة إرادة خلاف الظواهر في الأخبار إما بقرائن متصلة اختفت علينا من جهة تقطيع الأخبار أو نقلها بالمعنى، أو منفصلة مختفية من جهة كونها حالية (2) معلومة للمخاطبين أو مقالية اختفت بالانطماس، وإما بغير القرينة لمصلحة يراها الإمام (عليه السلام) من تقية - على ما اخترناه (3)، من أن التقية على وجه التورية - أو غير التقية من المصالح الاخر.
وإلى ما ذكرنا ينظر ما فعله الشيخ (قدس سره) - في الاستبصار (4) - من إظهار إمكان الجمع بين متعارضات الأخبار، بإخراج أحد المتعارضين أو كليهما عن ظاهره إلى معنى بعيد.
وربما يظهر من الأخبار محامل وتأويلات أبعد بمراتب مما ذكره