بذلك موهنا، بخلاف الإجماع المدعى من الشيخ والعلامة، فإنه معتضد بقرائن كثيرة تدل على صدق مضمونه وأن الأصحاب عملوا بالخبر الغير العلمي في الجملة.
فمن تلك القرائن: ما ادعاه الكشي، من إجماع العصابة على تصحيح ما يصح عن جماعة (1)، فإن من المعلوم أن معنى التصحيح المجمع عليه هو عد خبره صحيحا بمعنى عملهم به، لا القطع بصدوره، إذ الإجماع وقع على التصحيح لا على الصحة، مع أن الصحة عندهم - على ما صرح به غير واحد (2) - عبارة عن الوثوق والركون، لا القطع واليقين.
ومنها: دعوى النجاشي أن مراسيل ابن أبي عمير مقبولة عند الأصحاب (3). وهذه العبارة تدل على عمل الأصحاب بمراسيل مثل ابن أبي عمير، لا من أجل القطع بالصدور، بل لعلمهم بأنه لا يروي أو لا يرسل إلا عن ثقة، فلولا قبولهم لما يسنده الثقة إلى الثقة لم يكن وجه لقبول مراسيل ابن أبي عمير الذي لا يروي إلا عن الثقة.
والاتفاق المذكور قد ادعاه الشهيد في الذكرى (4) أيضا. وعن