ثم إن هذه الآيات، على تقدير تسليم دلالة كل واحدة منها على حجية الخبر، إنما تدل - بعد تقييد المطلق منها الشامل لخبر العادل وغيره بمفهوم (1) آية النبأ - على حجية خبر العادل الواقعي أو من أخبر عدل واقعي بعدالته، بل يمكن انصراف المفهوم - بحكم الغلبة وشهادة التعليل بمخافة الوقوع في الندم (2) - إلى صورة إفادة خبر العادل الظن الاطمئناني بالصدق، كما هو الغالب مع القطع بالعدالة، فيصير حاصل مدلول الآيات اعتبار خبر العادل الواقعي بشرط إفادته (3) الظن الاطمئناني والوثوق، بل هذا أيضا منصرف سائر الآيات، وإن لم يكن انصرافا موجبا لظهور عدم إرادة غيره حتى لا يعارض (4) المنطوق (5).
(٢٩٦)