قال: جاء رجل من العوالي ورسول الله صلى الله عليه وسلم وجبريل عليه السلام يصليان حيث يصلى على الجنائز فلما انصرف قال الرجل يا رسول الله من هذا الرجل الذي رأيت يصلى معك؟ قال " وقد رأيته؟ " قال نعم قال " لقد رأيت خيرا كثيرا هذا جبريل ما زال يوصيني بالجار حتى رأيت أنه سيورثه " تفرد به من هذا الوجه وهو شاهد للذي قبله.
" الحديث الثامن " وقال أبو بكر البزار حدثنا عبيد الله بن محمد أبو الربيع المحاربي حدثنا محمد بن إسماعيل بن أبي فديك أخبرني عبد الرحمن بن الفضل عن عطاء الخراساني عن الحسن عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " الجيران ثلاثة جار له حق واحد وهو أدنى الجيران حقا وجار له حقان وجار له ثلاثة حقوق وهو أفضل الجيران حقا. فأما الجار الذي له حق واحد فجار مشرك لا رحم له له حق الجوار. وأما الجار الذي له حقان فجار مسلم له حق الاسلام وحق الجوار. وأما الذي له ثلاثة حقوق فجار مسلم ذو رحم له حق الجوار وحق الاسلام وحق الرحم " قال البزار لا نعلم أحدا روى عن عبد الرحمن بن الفضل إلا ابن أبي فديك. " الحديث التاسع " قال الإمام أحمد حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن أبي عمران عن طلحة بن عبد الله عن عائشة أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال " إلى أقربها منك بابا " ورواه البخاري من حديث شعبة به. " الحديث العاشر " روى الطبراني وأبو نعيم عن عبد الرحمن فزاد قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ فجعل الناس يتمسحون بوضوءه فقال " ما يحملكم على ذلك " قالوا حب الله ورسوله قال " من سره أن يحب الله ورسوله فليصدق الحديث إذا حدث وليؤد الأمانة إذا ائتمن " " الحديث الحادي عشر " قال أحمد حدثنا قتيبة حدثنا ابن لهيعة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن أول خصمين يوم القيامة جاران " الحديث وقوله تعالى " والصاحب بالجنب " قال الثوري عن جابر الجعفي عن الشعبي عن علي وابن مسعود قالا: هي المرأة. وقال ابن أبي حاتم وروي عن عبد الرحمن بن أبي ليلى وإبراهيم النخعي والحسن وسعيد بن جبير في إحدى الروايات نحو ذلك وقال ابن عباس وجماعة: هو الضعيف وقال ابن عباس ومجاهد وعكرمة وقتادة هو الرفيق في السفر وقال سعيد بن جبير هو الرفيق الصالح وقال زيد بن أسلم هو جليسك في الحضر ورفيقك في السفر. وأما ابن السبيل فعن ابن عباس وجماعة هو الضيف وقال مجاهد وأبو جعفر الباقر والحسن والضحاك ومقاتل هو الذي يمر عليك مجتازا في السفر وهذا أظهر وإن كان مراد القائل بالضيف المار في الطريق فهما سواء وسيأتي الكلام على أبناء السبيل في سورة براءة وبالله الثقة وعليه التكلان. وقوله تعالى " وما ملكت أيمانكم " وصية بالأرقاء لان الرقيق ضعيف الحيلة أسير في أيدي الناس فلهذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جعل يوصي أمته في مرض الموت يقول " الصلاة الصلاة وما ملكت أيمانكم " فجعل يرددها حتى ما يفيض بها لسانه وقال الإمام أحمد حدثنا إبراهيم بن أبي العباس حدثنا بقية حدثنا جبير بن سعد عن خالد بن معدان عن المقدام بن معد يكرب قال: قال رسول الله صلى " ما أطعمت نفسك فهو لك صدقة وما أطعمت ولدك فهو لك صدقة وما أطعمت زوجتك فهو لك صدقة وما أطعمت خادمك فهو لك صدقة " ورواه النسائي من حديث بقية وإسناده صحيح ولله الحمد.
وعن عبد الله بن عمرو أنه قال لقهرمان له هل أعطيت الرقيق قوتهم؟ قال لا: قال فانطلق فأعطهم فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " كفى المرء إثما أن يحبس عمن يملك قوتهم " رواه مسلم وعن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " للمملوك طعامه وكسوته ولا يكلف من العمل إلا ما يطيق ". رواه مسلم أيضا عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " إذا أتى أحدكم خادمه بطعامه فإن لم يجلسه معه فليناوله لقمة أو لقمتين أو أكلة أو أكلتين فإنه ولي حره وعلاجه " أخرجاه ولفظه للبخاري ولمسلم " فليقعده معه فليأكل فإن كان الطعام مشفوها قليلا فليضع في يده أكله أو أكلتين " وعن أبي ذر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال " هم إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فيمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل ويلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم " أخرجاه. وقوله تعالى " إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا " أي مختالا في نفسه معجبا متكبرا فخورا على الناس يرى أنه خير منهم فهو في نفسه كبير وهو عند الله