تحالفتم بالايمان المؤكدة أنتم وهم فأتوهم نصيبهم من الميراث كما وعدتموهم في الايمان المغلظة إن الله شاهد بينكم في تلك العهود والمعاقدات وقد كان هذا في ابتداء الاسلام ثم نسخ بعد ذلك وأمروا أن يوفوا لمن عاقدوا ولا ينسوا بعد نزول هذه الآية معاقدة. قال البخاري حدثنا الصلت بن محمد حدثنا أبو أمامة عن إدريس عن طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ولكل جعلنا موالي " قال ورثة " والذين عقدت أيمانكم " كان المهاجرون لما قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحمه للاخوة التي آخى النبي صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت " ولكل جعلنا موالي " نسخت ثم قال " والذين عقدت أيمانكم فأتوهم نصيبهم " من النصر والرفادة والنصيحة وقد ذهب الميراث ويوصي له ثم قال البخاري سمع أبو أسامة إدريس وسمع إدريس عن طلحة. قال ابن أبي حاتم حدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا أبو أسامة حدثنا إدريس الأودي أخبرني طلحة بن مصرف عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله " والذين عقدت أيمانكم " الآية قال كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث المهاجري الأنصاري دون ذوي رحم بالاخوة التي آخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بينهم فلما نزلت " ولكل جعلنا موالي مما ترك الوالدان والأقربون نسخت ثم قال " والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم " وحدثنا الحسن بن محمد بن الصباح حدثنا حجاج عن ابن جريج وعثمان بن عطاء عن عطاء عن ابن عباس قال " والذين عقدت أيمانكم فآتوهم نصيبهم " فكان الرجل قبل الاسلام يعاقد الرجل ويقول وترثني وأرثك وكان الاحياء يتحالفون فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " كل حلف في الجاهلية أو عقد أدركه الاسلام فلا يزيده الاسلام إلا شدة ولا عقد ولا حلف في الاسلام " فنسختها هذه الآية " وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله " ثم قال وروي عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء والحسن وابن المسيب وأبي صالح وسليمان بن يسار والشعبي وعكرمة والسدي والضحاك وقتادة ومقاتل بن حيان أنهم قالوا هم الحلفاء. وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا أبي نمير وأبو أسامة عن زكريا عن سعيد بن إبراهيم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا حلف في الاسلام وأيما حلف كان في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة ". وهكذا رواه مسلم ورواه النسائي من حديث إسحق بن يوسف الأزرق عن زكريا عن سعيد بن إبراهيم عن نافع عن جبير بن مطعم عن أبيه به وقال ابن جرير حدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن شريك عن سماك عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم وحدثنا أبو كريب حدثنا مصعب بن المقدام عن إسرائيل عن يونس عن محمد بن عبد الرحمن مولى آل طلحة عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا حلف في الاسلام وكل حلف كان في الجاهلية فلم يزده الاسلام إلا شدة وما يسرني أن لي حمر النعم وإني نقضت الحلف الذي كان في دار الندوة " هذا لفظ ابن جرير وقال ابن جرير أيضا حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن علية عن عبد الرحمن بن إسحاق عن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن عبد الرحمن بن عوف أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " شهدت حلف المطيبين وأنا غلام مع عمومتي فما أحب أن لي حمر النعم وأنا أنكثه " قال الزهري قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " لم يصب الاسلام حلفا إلا زاده شدة " قال " ولا حلف في الاسلام ". وقد ألف النبي صلى الله عليه وسلم بين قريش والأنصار وهكذا رواه الإمام أحمد عن بشر بن المفضل عن عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري بتمامه وحدثني يعقوب بن إبراهيم حدثنا هشيم أخبرني مغيرة عن أبيه عن شعبة بن التؤام عن قيس بن عاصم أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الحلف قال فقال " ما كان من حلف في الجاهلية فتمسكوا به ولا حلف في الاسلام ". وهكذا رواه أحمد عن هشيم وحدثنا أبو كريب حدثنا وكيع عن داود بن أبي عبد الله عن ابن جدعان حدثه عن أم سلمة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " لا حلف في الاسلام وما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة " وحدثنا كريب حدثنا يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال لما دخل رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة عام الفتح قام خطيبا في الناس فقال " يا أيها الناس ما كان من حلف في الجاهلية لم يزده الاسلام إلا شدة ولا حلف في الاسلام " ثم رواه من حديث حسين المعلم وعبد الرحمن بن الحرث عن عمرو بن شعيب به وقال الإمام أحمد حدثنا عبد الله بن محمد حدثنا ابن نمير وأبو أسامة عن زكريا عن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن جبير بن مطعم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم " لا حلف في الاسلام وأيما حلف كان في
(٥٠١)