" حديث آخر " عن أنس قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن الحارث حدثني سلمة بن وردان أن أنس بن مالك حدثه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - سأل رجلا من صحابته فقال " أي فلان هل تزوجت؟ " قال: لا وليس عندي ما أتزوج به قال " أوليس معك: قل هو الله أحد؟ " قال بلى قال " ربع القرآن " قال " أليس معك قل يا أيها الكافرون؟ " قال بلى قال " ربع القرآن " قال " أليس معك إذا زلزلت؟ " قال: بلى قال " ربع القرآن " قال " أليس معك إذا جاء نصر الله؟ " قال بلى. قال " ربع القرآن " قال " أليس معك آية الكرسي " الله لا إله إلا هو "؟ " قال بلى قال " ربع القرآن ".
" حديث آخر " عن أبي ذر جندب بن جنادة قال الإمام أحمد: حدثنا وكيع بن الجراح حدثنا المسعودي أنبأني أبو عمر الدمشقي عن عبيد بن الخشخاش عن أبي ذر - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو في المسجد فجلست فقال " يا أبا ذر هل صليت؟ " قلت لا قال " قم فصل " قال فقمت فصليت ثم جلست فقال " يا أبا ذر تعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن " قال: قلت يا رسول الله أو للانس شياطين؟ قال " نعم " قال: قلت يا رسول الله الصلاة قال " خير موضوع من شاء أقل ومن شاء أكثر " قال: قلت يا رسول الله فالصوم؟ قال " فرض مجزئ وعند الله مزيد " قلت يا رسول الله فالصدقة؟ قال " أضعاف مضاعفة " قلت يا رسول الله فأيها أفضل؟ قال " جهد من مقل أو سر إلى فقير " قلت يا رسول الله أي الأنبياء كان أول؟ قال " آدم " قلت يا رسول الله ونبي كان؟ قال " نعم نبي مكلم " قلت يا رسول الله كم المرسلون. قال " ثلاثمائة وبضعة عشر جما غفيرا " وقال مرة " وخمسة عشر " قلت يا رسول الله أي ما أنزل عليك أعظم؟ قال آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " ورواه النسائي ".
" حديث آخر " عن أبي أيوب خالد بن زيد الأنصاري - رضي الله عنه - وأرضاه قال الإمام أحمد: حدثنا سفيان عن ابن أبي ليلى عن أخيه عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبي أيوب أنه كان في سهوة له وكانت الغول تجئ فتأخذ فشكاها إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال " فإذا رأيتها فقل باسم الله أجيبي رسول الله " قال فجاءت فقال لها فأخذها فقالت إني لا أعود فأرسلها فجاء فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - " ما فعل أسيرك؟ " قال أخذتها فقالت: إني لا أعود فأرسلتها فقال: إنها عائدة فأخذتها مرتين أو ثلاثا كل ذلك تقول لا أعود وأجئ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - " فيقول ما فعل أسيرك " فأقول أخذتها فتقول لا أعود فيقول " إنها عائدة " فأخذتها فقالت أرسلني وأعلمك شيئا تقوله فلا يقربك شئ: آية الكرسي فأتى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأخبره فقال " صدقت وهي كذوب " ورواه الترمذي في فضائل القرآن عن بندار عن أبي أحمد الزبيري به وقال حسن غريب والغول في لغة العرب: الجان إذا تبدى في الليل.
وقد ذكر البخاري هذه القصة عن أبي هريرة فقال في كتاب فضائل القرآن وفي كتاب الوكالة وفي صفة إبليس من صحيحة قال عثمان بن الهيثم أبو عمرو حدثنا عوف عن محمد بن سيرين عن أبي هريرة قال: وكلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحفظ زكاة رمضان فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته وقلت: لأرفعنك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال ولي حاجة شديدة. قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة "؟ قال: قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة وعيالا فرحمته وخليت سبيله قال " أما إنه قد كذبك وسيعود " فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أنه سيعود " فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: دعني فإني محتاج وعلي عيال لا أعود. فرحمته وخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة " قلت يا رسول الله شكا حاجة وعيالا فرحمته فخليت سبيله قال " أما إنه قد كذبك وسيعود " فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا آخر ثلاث مرات أنك تزعم أنك لا تعود ثم تعود فقال: دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت وما هي؟
قال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي " الله لا إله إلا هو الحي القيوم " حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ما فعل أسيرك