تفسير ابن كثير - ابن كثير - ج ١ - الصفحة ٢٧٧
مظاهر بن أسلم المخزومي المدني عن القاسم عن عائشة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " طلاق الأمة تطليقتان وعدتها حيضتان " رواه أبو داود والترمذي وابن ماجة ولكن مظاهر هذا ضعيف بالكلية وقال الحافظ الدارقطني وغيره الصحيح أنه من قول القاسم بن محمد نفسه ورواه ابن ماجة من طريق عطية العوفي عن ابن عمر مرفوعا قال: الدارقطني والصحيح ما رواه سالم ونافع عن ابن عمر قوله وهكذا روي عن عمر بن الخطاب قالوا: ولم يعرف بين الصحابة خلاف وقال: بعض السلف: بل عدتها كعدة الحارة لعموم الآية ولان هذا أمر جبلي فكان الحرائر والإماء في هذا سواء حكى هذا القول الشيخ أبو عمر بن عبد البر عن محمد بن سيرين وبعض أهل الظاهر وضعفه وقد قال ابن أبي حاتم: حدثنا أبي حدثنا أبو اليمان حدثنا إسماعيل يعني ابن عياش عن عمرو بن مهاجر عن أبيه أن أسماء بنت يزيد بن السكن الأنصارية قالت: طلقت على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولم يكن للمطلقة عدة فأنزل الله عز وجل حين طلقت أسماء العدة للطلاق فكانت أول من نزلت فيها العدة للطلاق يعني " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء " وهذا حديث غريب من هذا الوجه. وقد اختلف السلف والخلف والأئمة في المراد بالأقراء ما هو على قولين:
" أحدهما " أن المراد بها الأطهار وقال مالك في الموطأ عن ابن شهاب عن عروة عن عائشة أنها انتقلت حفصة بنت عبد الرحمن بن أبي بكر حين دخلت في الدم من الحيضة الثالثة فذكرت ذلك لعمرة بنت عبد الرحمن فقالت صدق عروة وقد جادلها في ذلك ناس فقالوا: إن الله تعالى يقول في كتابه " ثلاثة قروء " فقالت عائشة: صدقتم وتدرون ما الأقراء؟ إنما الأقراء الأطهار وقال مالك عن ابن شهاب سمعت أبا بكر بن عبد الرحمن يقول: ما أدركت أحدا من فقهائنا إلا وهو يقول ذلك يريد قول عائشة وقال مالك عن نافع عن عبد الله بن عمر أنه كان يقول: إذا طلق الرجل امرأته فدخلت في الدم من الحيضة الثالثة فقد برئت منه وبرئ منها وقال مالك وهو الامر عندنا وروي مثله عن ابن عباس وزيد بن ثابت وسالم والقاسم وعروة وسليمان بن يسار وأبي بكر بن عبد الرحمن وأبان بن عثمان وعطاء ابن أبي رباح وقتادة والزهري وبقية الفقهاء السبعة وهو مذهب مالك والشافعي وغير واحد وداود وأبي ثور وهو رواية عن أحمد واستدلوا عليه بقوله تعالى " فطلقوهن لعدتهن " أي في الأطهار ولما كان الطهر الذي يطلق فيه محتسبا دل على أنه أحد الأقراء الثلاثة المأمور بها ولهذا قال هؤلاء: إن المعتدة تنقضي عدتها وتبين من زوجها بالطعن في الحيضة الثالثة وأقل مدة تصدق فيها المرأة في انقضاء عدتها اثنان وثلاثون يوما ولحظتان واستشهد أبو عبيد وغيره على ذلك بقول الشاعر وهو الأعشى:
ففي كل عام أنت جاشم غزوة * تشد لأقصاها عزيم عزائكا مورثة مالا وفي الأصل رفعة * لما ضاع فيها من قروء نسائكا يمدح أميرا من أمراء العرب آثر الغزو على المقام حتى ضاعت أيام الطهر من نسائه لم يواقعهن فيها. " القول الثاني " إن المراد بالأقراء الحيض فلا تنقضي العدة حتى تطهر من الحيضة الثالثة زاد آخرون وتغتسل منها وأقل وقت تصدق فيه المرأة في انقضاء عدتها ثلاثة وثلاثون يوما ولحظة قال الثوري عن منصور عن إبراهيم عن علقمة قال: كنا عند عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فجاءته امرأة فقالت: إن زوجي فارقني بواحدة أو اثنتين فجاءني وقد نزعت ثيابي وأغلقت بابي فقال عمر لعبد الله بن مسعود: أراها امرأته ما دون أن تحل لها الصلاة قال: وأنا أرى ذلك. وهكذا روي عن أبي بكر الصديق وعمر وعثمان وعلي وأبي الدرداء وعبادة بن الصامت وأنس بن مالك وابن مسعود ومعاذ وأبي بن كعب وأبي موسى الأشعري وابن عباس وسعيد بن المسيب وعلقمة والأسود وإبراهيم ومجاهد وعطاء وطاوس وسعيد بن جبير وعكرمة ومحمد بن سيرين والحسن وقتادة والشعبي والربيع ومقاتل بن حيان والسدي ومكحول والضحاك وعطاء الخراساني أنهم قالوا: الأقراء: الحيض وهذا مذهب أبي حنيفة وأصحابه وأصح الروايتين عن الإمام أحمد بن حنبل وحكى عنه الأثرم أنه قال الأكابر من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يقولون الأقراء الحيض وهو مذهب الثوري والأوزاعي وابن أبي ليلى وابن شبرمة والحسن بن صالح بن حي وأبي عبيد وإسحق بن راهويه ويؤيد هذا ما
(٢٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 272 273 274 275 276 277 278 279 280 281 282 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 مقدمه تفسير ابن كثير المقدمة 1
2 ترجمة ابن كثير المقدمة 5
3 اسمه ونسبه المقدمة 5
4 مولده ونشأته المقدمة 6
5 عائلته المقدمة 6
6 شيوخه المقدمة 7
7 تلاميذه المقدمة 7
8 أخلاقه ومكانته العلمية المقدمة 8
9 مؤلفاته المقدمة 9
10 وفاته المقدمة 11
11 مصادر ترجمة ابن كثير المقدمة 13
12 - علم التفسير المقدمة 15
13 تعريف التفسير والتأويل المقدمة 15
14 نشأة التفسير وتطوره المقدمة 15
15 مصادر التفسير في عهد الصحابة المقدمة 16
16 مدارس التفسير على عهد الصحابة المقدمة 16
17 تدوين التفسير على عهد التابعين المقدمة 17
18 أنواع التفاسير المقدمة 17
19 التفسير بالمأثور المقدمة 18
20 التفسير والإسرائيليات المقدمة 18
21 الإسرائيليات واثرها في التفسير بالمأثور المقدمة 19
22 أشهر كتب التفسير بالمأثور المقدمة 19
23 - قيمة تفسير ابن كثير المقدمة 21
24 توثيقه وتسميته المقدمة 21
25 منهج تفسير ابن كثير وقيمته العلمية المقدمة 22
26 مصادره المقدمة 23
27 ابن كثير والإسرائيليات المقدمة 23
28 ابن كثير والمسائل الفقهية المقدمة 24
29 مخطوطات التفسير المقدمة 24
30 طبعاته المقدمة 24
31 تفسير ابن كثير خطبة الكتاب 3
32 مقدمة تذكر قبل الفاتحة 8
33 تفسير سورة الفاتحة ذكر ما ورد في فضل الفاتحة 10
34 تفسير الاستعاذة واحكامها 14
35 الكلام على البسملة 17
36 فصل في فضلها 18
37 ذكر أقوال السلف في الحمد 24
38 تفسير سورة البقرة ذكر ما ورد في فضلها مع آل عمران 35
39 ذكر ما ورد في فضل السبع الطوال 37
40 الكلام على فواتح السور 38
41 الكلام على قوله تعالى (الذين يؤمنون بالغيب) 43
42 الكلام على قوله تعالى (ويقيمون الصلاة) 44
43 الكلام على الايمان بالكتب 46
44 الكلام على المؤمنين الذين سبق ذكرهم 47
45 صفة الكافرين 47
46 صفة المنافقين 50
47 الامر بعبادة الله والتذكير بنعمه 60
48 خلق السماوات والأرضين 70
49 كلام الله عز وجل للملائكة 71
50 تعليم الله الأسماء لآدم 76
51 سجود الملائكة لآدم 78
52 سكن آدم وزوجته الجنة 82
53 الامر بإقامة الصلاة وايتاء الزكاة 88
54 تذكير بنى إسرائيل بنعم الله عليهم 92
55 تعنت بنى إسرائيل على سيدنا موسى 97
56 استسقاء موسى لقومه 104
57 ضرب الذلة والمسكنة على بني إسرائيل 106
58 رفع الطور فوقهم 108
59 اعتداء أصحاب السبت 109
60 أمر بني إسرائيل بذبح البقرة 111
61 ذكر بسط قصة البقرة 112
62 قسوة قلوبهم بعد ظهور الآيات 117
63 قصة هاروت وماروت 138
64 الكلام على السحر 146
65 أنواع السحر 150
66 نهى الله المؤمنين عن التشبه بالكافرين 153
67 تفسير قوله تعالى (ما ننسخ من آية) 154
68 تفسير قوله تعالى (ومن أظلم ممن منع مساجد الله) 160
69 تفسير قوله تعالى (ولله المشرق والمغرب) 162
70 تفسير قوله تعالى (إنا أرسلناك بالحق بشيرا) 167
71 تفسير قوله تعالى (وإذ ابتلى إبراهيم ربه) 168
72 تفسير قوله تعالى (واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى) 173
73 قصة أم إسماعيل عليهما السلام 181
74 بناء إبراهيم و إسماعيل عليهما السلام البيت 182
75 ذكر بناء قريش الكعبة بعد إبراهيم 186
76 دعاء سيدنا إبراهيم لأهل الحرم 189
77 وصية سيدنا إبراهيم لبنيه 190
78 وصية سيدنا يعقوب لبنيه 191
79 الامر بالايمان بالله وكتبه ورسله 192
80 تفضيل الأمة المحمدية على سائر الأمم 194
81 الامر باستقبال الكعبة في الصلاة 198
82 الامر بالمسابقة إلى الخيرات 200
83 فضل الصابرين 203
84 السعي بين الصفا والمروة 204
85 وعيد من كتم العلم 206
86 الآيات الدالة على وحدانيته تعالى 207
87 الامر بالاكل من الحلال 209
88 الامر بشكر الاله 210
89 تحريم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله 210
90 صفات المؤمنين الأبرار المتقين 213
91 الامر بالقصاص 215
92 الامر بالوصية 217
93 فرض الصيام 219
94 فضل شهر رمضان 221
95 يحرم أكل أموال الناس بالباطل 231
96 الكلام عن الأهلة 232
97 الجهاد في سبيل الله 233
98 الامر بالانفاق في سبيل الله 235
99 الامر بالحج والعمرة 236
100 أشهر الحج 242
101 الامر بالإفاضة 249
102 الامر بذكر الله بعد قضاء المناسك 250
103 الامر بذكر الله في الأيام المعدودات والمعلومات. 252
104 الامر بتقوى الله عز وجل 253
105 المر بالدخول في الاسلام 255
106 فضل المؤمنين 256
107 الانفاق على الوالدين والأقربين 259
108 الامر بقتال الكفار 259
109 تحريم القتال في الأشهر الحرم 259
110 تفسير قوله تعالى (ويسألونك عن الخمر) 262
111 الامر باصلاح شأن اليتامى 262
112 تحريم النكاح المشركات وانكاح المشركين 264
113 الامر باعتزال النساء في أيام الحيض 265
114 الكلام على قوله تعالى (نساءكم حرث لكم). 266
115 الكلام على قوله تعالى (فاتوهن من حيث أمركم الله) 267
116 النهي عن الاكثار من الحلف بالله 273
117 عدة المطلقة 276
118 عدد الطلاق الشرعي 278
119 النهي عن تعدي حدود الله 284
120 مدة الرضاعة 290
121 عدة المتوفى عنها زوجها 291
122 الامر بالمحافظة على الصلوات 297
123 نصر المؤمنين مع قلتهم على الكافرين مع كثرتهم 309
124 تفضيل سيدنا محمد على سائر الرسل 311
125 فضل آية الكرسي 312
126 الكلام على الكرسي 316
127 قصة إبراهيم عليه السلام مع النمرود 320
128 قصة عزير عليه السلام 321
129 إحياء الموتى لسيدنا إبراهيم 322
130 فضل الانفاق في سبيل الله 324
131 الحث على الانفاق 327
132 النهي عن أكل الربا 334
133 الامر بكتابة الدين 341
134 الامر بأداء الأمانة وعدم كتمان الشهادة 345
135 الايمان بالله وملائكته وكتبه ورسله 348
136 تفسير سورة آل عمران الكلام على قوله تعالى (هو الذي يصوركم) 352
137 الكلام على المحكم والمتشابه 352
138 ما أعده الله للمتقين 359
139 صفة المتقين 361
140 تفسير قوله تعالى (إن الدين عند الله الاسلام) 361
141 من ادعى محبة الله فليتبع رسوله صلى الله عليه وسلم 366
142 ذكر من اصطفاهم الله من عباده 366
143 دعاء زكريا عليه السلام 368
144 بشارة السيدة مريم بعيسى عليه السلام 372
145 معجزات سيدنا عيسى عليه السلام 372
146 أنصار سيدنا عيسى عليه السلام 373
147 رفع سيدنا عيسى عليه السلام 374
148 مثل عيسى كمثل آدم عليه السلام 375
149 أولى الناس بإبراهيم المؤمنون 380
150 أخذ العهد على الأنبياء للنبي محمد صلى الله عليه وسلم 385
151 لا يقبل الله دينا غير الاسلام 386
152 الامر بالانفاق من أحب شيء إلى المنفق 389
153 الكعبة هي أول بيت وضع للناس 391
154 الامر بالتمسك بالكتاب والسنة 395
155 الحث على الامر بالمعرف والنهي عن المنكر 398
156 نصر الله للمؤمنين في غزوة بدر 408
157 امتنان الله المؤمنين بارسال الرسول 429
158 حياة الشهداء 435
159 التنفير من البخل والوعيد عليه 441
160 معاهدة الله لأهل العلم ببيانه وعدم كتمانه عن خلق الله 445
161 الآيات الدالة على عظمة الله سبحانه وتعالى 447
162 سورة النساء جواز نكاح الرجل أربع من النساء مع القدرة والعدل بينهن 459
163 وعيد من أكل مال اليتيم 465
164 تفسير آية الميراث 467
165 الحث على التوبة 473
166 بيان من يحرم على الرجل نكاحهن 480
167 تفضيل الرجال على النساء 503
168 الامر بعبادة الله وحده والاحسان إلى الوالدين 505
169 الكلام على قوله تعالى (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد) الآية 509
170 مشروعية التيمم عند فقد الماء 511
171 سبب مشروعية التيمم 518
172 أمر أهل الكتاب بالايمان بالقرآن 520
173 جواز مغفرة جميع الذنوب ما عدا الاشراك بالله 520
174 ذكر نعم الله على آل إبراهيم 525
175 أمر الحاكم بإقامة العدل بين الناس 527
176 الامر بإطاعة الله والرسول وأولي الامر 529
177 الامر بالرجوع إلى كتاب الله وسنة الرسول عند التنازع 529
178 لا يكون الرجل مؤمنا حتى يرضى بما حكم به رسول الله 532
179 منزلة من يطع الله والرسول 534
180 كيفية رد السلام 543
181 من أركان الايمان: الايمان بالبعث 543
182 وعيد من قتل مؤمنا متعمدا 547
183 مشروعية قصر الصلاة في السفر 557
184 مشروعية صلاة الخوف 559
185 الامر بذكر الله عقب الصلاة 562
186 الحث على التوبة 565
187 فضل الاسلام مع العمل الصالح 570
188 لا يقبل الله عملا إلا إذا خلا من الرياء والبدعة 572
189 الامر بتأدية الشهادة بالحق ولو على النفس 578
190 من لم يزل المنكر فليزل عنه 579
191 بعض صفات المنافقين 580
192 كفر من فرق بين الله ورسله في الايمان 585
193 ما قتل المسيح وما صلب بل رفع إلى السماء حيا 586
194 ذكر الأحاديث الواردة في نزول عيسى 591
195 صفة عيسى عليه السلام 596