رددنا لكم الكرة عليهم. قال: كان الفساد الأول، فبعث الله عليهم عدوا، فاستباحوا الديار واستنكحوا النساء واستعبدوا الولدان وخربوا المسجد. فغبروا زمانا، ثم بعث الله فيهم نبيا، وعاد أمرهم إلى أحسن ما كان. ثم كان الفساد الثاني بقتلهم الأنبياء، حتى قتلوا يحيى بن زكريا، فبعث الله عليهم بختنصر، قتل من قتل منهم وسبى من سبى وخرب المسجد، فكان بختنصر للفساد الثاني. قال: والفساد: المعصية. ثم قال: فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة... إلى قوله: وإن عدتم عدنا فبعث الله لهم عزيزا، وقد كان علم التوراة وحفظها في صدره، وكتبها لهم.
فقام بها ذلك القرن، ولبثوا ونسوا. ومات عزير، وكانت أحداث، ونسوا العهد، وبخلوا ربهم، وقالوا: يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وقالوا في عزير: إن الله اتخذه ولدا. وكانوا يعيبون ذلك على النصارى في قولهم في المسيح، فخالفوا ما نهوا عنه وعملوا بما كانوا يكفرون عليه. فسبق من الله كلمة عند ذلك أنهم لم يظهروا على عدو آخر الدهر، فقال: كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا والله لا يحب المفسدين، فبعث الله عليهم المجوس الثلاثة أربابا، فلم يزالوا كذلك والمجوس على رقابهم وهم يقولون: يا ليتنا أدركنا هذا النبي الذي نجده مكتوبا عندنا، عسى الله أن يفكنا به من المجوس والعذاب الهون فبعث محمدا (ص)، واسمه محمد، واسمه في الإنجيل أحمد فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، قال:
فلعنة الله على الكافرين وقال: فباءوا بغضب على غضب.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد: كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله هم اليهود.
حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة: كلما أوقدوا نارا للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فسادا أولئك أعداء الله اليهود، كلما أوقدوا نارا