(من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيى الناس جميعا ولقد جاءتهم رسلنا بالبينات ثم إن كثيرا منهم بعد ذلك في الأرض لمسرفون) * ح..
يعني تعالى ذكره بقوله: من أجل ذلك من جر ذلك وجريرته وجنايته، يقول: من جر القاتل أخاه من ابني آدم اللذين اقتصصنا قصتهما الجريرة التي جرها وجنايته التي جناها، كتبنا على بني إسرائيل. يقال منه: أجلت هذا الامر: أي جررته إليه وكسبته آجله له أجلا، كقولك: أخذته أخذا، ومن ذلك قول الشاعر:
وأهل خباء صالح ذات بينهم * قد احتربوا في عاجل أنا آجله يعني بقوله: أنا آجله: آنا الجار ذلك عليه والجاني.
فمعنى الكلام: من جناية ابن آدم القاتل أخاه ظلما، حكمنا علي بني إسرائيل أنه من قتل منهم نفسا ظلما بغير نفس قتلت فقتل بها قصاصا أو فساد في الأرض يقول: أو قتل منهم نفسا بغير فساد كان منها في الأرض، فاستحقت بذلك قتلها. وفسادها في الأرض إنما يكون بالحرب لله ولرسوله وإخافة السبيل.
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل. ذكر من قال ذلك:
حدثت عن الحسين، قال: سمعت أبا معاذ، قال: ثني عبيد بن سليمان، قال: سمعت الضحاك يقول في قوله: من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل يقول: من أجل ابن آدم الذي قتل أخاه ظلما.
ثم اختلف أهل التأويل في تأويل قوله جل ثناؤه: من قتل نفسا بغير نفس أو فساد