رجعوا إلى كفارهم من أهل الكتاب وشياطينهم، رجعوا بكفرهم. وهؤلاء أهل الكتاب من يهود.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج، عن ابن جريج، عن عبد الله بن كثير: وقد دخلوا بالكفر وهم قدح خرجوا به: أي إنه من عندهم. القول في تأويل قوله تعالى: * (وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان وأكلهم السحت لبئس ما كانوا يعملون) *]..
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد (ص): وترى يا محمد كثيرا من هؤلاء اليهود الذين قصصت عليك نبأهم من بني إسرائيل يسارعون في الاثم والعدوان يقول: يعجلون بمواقعة الاثم. وقيل: إن الاثم في هذا الموضع معنى به الكفر.
حدثني محمد بن الحسين، قال: ثنا أحمد بن مفضل، قال: ثنا أسباط، عن السدي في قوله: وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان قال: الاثم: الكفر.
حدثنا بشر بن معاذ، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله:
وترى كثيرا منهم يسارعون في الاثم والعدوان وكان هذا في أحكام اليهود بين أيديكم.
حدثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: قال ابن زيد في قوله:
يسارعون في الاثم والعدوان قال: هؤلاء اليهود لبئس ما كانوا يعملون لولا ينهاهم الربانيون... إلى قوله: لبئس ما كانوا يصنعون قال: يصنعون ويعملون واحد. قال:
لهؤلاء حين لم ينهوا، كما قال لهؤلاء حين عملوا.
قال: وهذا القول الذي ذكرناه عن السدي وإن كان قولا غير مدفوع جواز صحته، فإن الذي هو أولى بتأويل الكلام أن يكون القوم موصوفين بأنهم يسارعون في جميع معاصي الله لا يتحاشون من شئ منها لا من كفر ولا من غيره لان الله تعالى ذكره عم في وصفهم بما وصفهم به من أنهم يسارعون في الاثم والعدوان من غير أن يخص بذلك إثما دون إثم. وأما العدوان، فإنه مجاوزة الحد الذي حده الله لهم في كل ما حده لهم. وتأويل ذلك أن هؤلاء اليهود الذين وصفهم في هذه الآيات بما وصفهم به تعالى ذكره، يسارع كثير