حدثنا المثنى، قال: ثنا أبو عاصم، قال: ثني معاوية، عن علي، عن ابن عباس: وحسبوا أن لا تكون فتنة قال: الشرك.
حدثني المثنى، قال: ثنا أبو حذيفة، قال: ثنا شبل، عن ابن أبي نجيح، عن مجاهد في قوله: وحسبوا أن لا تكون فتنة فعموا وصموا قال: اليهود.
حدثنا القاسم، قال: ثنا الحسين، قال: ثني حجاج عن ابن جريج، عن مجاهد: فعموا وصموا قال: يهود. قال ابن جريج، عن عبد الله بن كثير، قال: هذه الآية لبني إسرائيل. قال: والفتنة: البلاء والتمحيص. القول في تأويل قوله تعالى: * (لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار وما للظالمين من أنصار) *..
وهذا خبر من الله تعالى ذكره عن بعض ما فتن به الإسرائيليين الذين أخبر عنهم أنهم حسبوا أن لا تكون فتنة. يقول تعالى ذكره: فكان مما ابتليتهم واختبرتهم به فنقضوا فيه ميثاقي وغيروا عهدي الذي كنت أخذته عليهم، بأن لا يعبدوا سواي ولا يتخذوا ربا غيري، وأن يوحدوني، وينتهوا إلى طاعتي عبدي عيسى ابن مريم، فإني خلقته وأجريت على يده نحو الذي أجريت النصارى، عليهم غضب الله يقول الله تعالى ذكره: فلما اختبرتهم وابتليتهم بما ابتليتهم به أشركوا بي قالوا لخلق من خلقي وعبد مثلهم من عبيدي وبشر نحوهم معروف نسبه وأصله مولود من البشر يدعوهم إلى توحيدي ويأمرهم بعبادتي وطاعتي ويقر لهم بأني ربه وربهم وينهاهم عن أن يشركوا بي شيئا، هو إلههم جهلا منهم الله وكفرا به، ولا ينبغي لله أن يكون والدا ولا مولودا.
ويعني بقوله: وقال المسيح يا بني إسرائيل اعبدوا الله ربي وربكم يقول:
اجعلوا العبادة والتذلل للذي له يذل كل شئ وله يخضع كل موجود، ربي وربكم، يقول:
مالكي ومالككم، وسيدي وسيدكم، الذي خلقني وإياكم. إنه من يشرك بالله فقد حرم