أمرهم أن يجعلوها سائبة وبحيرة، وغير ذلك، وفي الأولاد أنهم هودوهم ونصروهم ومجسوهم، عن قتادة. وقيل: إن كل مال حرام، أو فرج حرام، فله فيه شرك، عن الكلبي. وقيل: إن المراد بالأولاد تسميتهم عبد شمس، وعبد الحرث، ونحوهما، وقيل: هو قتل الموؤودة من أولادهم. والقولان مرويان عن ابن عباس.
* (وعدهم) * أي: ومنهم البقاء، وطول الأمل، وأنهم لا يبعثون. وكل هذا زجر وتهديد في صورة الأمر * (وما يعدهم الشيطان إلا غرورا) * هذا إخبار من الله، عز وجل، أن مواعيد الشيطان تكون غرورا أي: يزين لهم الخطأ أنه صواب، وهو اعتراض * (إن عبادي) * يعني الذين يطيعوني، أضافهم إلى نفسه تشريفا لهم * (ليس لك عليهم سلطان) * أي: قوة ونفاذ، لأنهم يعلمون أن مواعيدك باطلة، فلا يغترون بها. وقيل: معناه لا سلطان لك على جميع عبادي، إلا في الوسوسة والدعاء إلى المعصية. فأما في أن تمنعهم عن الطاعة، وتحملهم على المعصية، جبرا وكرها، فلا، عن الجبائي. * (وكفى بربك وكيلا) * أي: حافظا لعباده من شرك.
النظم: الوجه في اتصال الآيات بما قبلها، على تقدير: وما يزيدهم إلا طغيانا كبيرا، محققين ظن إبليس فيهم، يوم قيل له: اسجد، فقال: كذا وكذا، عن علي بن عيسى. وقيل: اتصلت بقوله: * (إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا) *. ثم عاد إلى ذكر الشيطان لزيادة الإيضاح والبيان بما أبان عن قصته مع آدم عليه السلام، عن أبي مسلم.
* (ربكم الذي يزجى لكم الفلك في البحر لتبتغوا من فضله إنه كان بكم رحيما (66) وإذا مسكم الضر في البحر ضل من تدعون إلا إياه فلما نجاكم إلى البر أعرضتم وكان الانسان كفورا (67) أفأمنتم أن يخسف بكم جانب البر أو يرسل عليكم حاصبا ثم لا تجدوا لكم وكيلا (68) أم أمنتم أن يعيدكم فيه تارة أخرى فيرسل عليكم قاصفا من الريح فيغرقكم بما كفرتم ثم لا تجدوا لكم علينا به تبيعا (69)) *.
القراءة: قرأ ابن كثير، وأبو عمرو: (نخسف، ونرسل، ونعيدكم، فنرسل