ان معناه أنه يجب السجود لله تعالى، إلا أن المؤمن يسجد له طوعا، والكافر يسجد له كرها بالسيف، عن الحسن، وقتادة، وابن زيد والثاني: ان المعنى ولله يخضع من في السماوات والأرض، إلا أن المؤمن يخضع له طوعا، والكافر يخضع له كرها، لأنه لا يمكنه ان يمتنع من الخضوع لله، لما يحل به من الآلام والأسقام، عن الجبائي. * (وظلالهم) * أي: ويسجد ظلالهم لله * (بالغدو والآصال) * أي:
العشيات. قيل: إن المراد بالظل الشخص، فإن من يسجد يسجد ظله معه. قال الحسن: يسجد ظل الكافر، ولا يسجد الكافر. ومعناه: عند أهل التحقيق: انه يسجد شخصه دون قلبه لأنه لا يريد بسجوده عبادة ربه من حيث إنه يسجد للخوف.
وقيل: إن الظلال على ظاهرها، والمعنى في سجودها تمايلها من جانب إلى جانب، وانقيادها بالتسخير بالطول والقصر.
* (قل من رب السماوات والأرض قل الله قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا هل يستوى الأعمى والبصير أم هل تستوى الظلمات والنور أم جعلوا لله شركاء خلقوا كخلقه فتشابه الخلق عليهم قل الله خالق شئ وهو الواحد القهار (16).
القراءة: قرأ أهل الكوفة غير حفص: * (أم هل يستوي الظلمات) * بالياء.
والباقون بالتاء.
الحجة: من قرأ بالتاء فإنه مسند إلى مؤنث لم يفصل بينه وبين فاعله بشئ، كقوله: * (وقالت اليهود) *، (وقالت الأعراب)، وقد جاء في مثل ذلك التذكير كقوله: * (وقال نسوة) *. ومن قرأ بالياء فإنه مؤنث غير حقيقي.
المعنى: لما بين سبحانه في الآية الأولى أنه المستحق للعبادة، وأن له من في السماوات والأرض، عقبه بما يجري مجرى الحجة على ذلك فقال: * (قل) * يا محمد لهؤلاء الكفار * (من رب السماوات والأرض) * أي: من مدبرهما ومصرفهما على ما فيهما من البدائع؟ فإذا استعجم عليهم الجواب، ولا يمكنهم ان يقولوا الأصنام ف * (قل) * أنت لهم: رب السماوات والأرض وما بينهما من أنواع الحيوان،