وداع يرشدهم، عن ابن عباس في رواية أخرى، وقتادة، والزجاج، وابن زيد والرابع: ان المراد بالهادي كل داع إلى الحق. وفي رواية أخرى عن ابن عباس قال: لما نزلت الآية قال رسول الله: * (انا المنذر وعلي الهادي من بعدي، يا علي!
بك يهتدي المهتدون). وروى الحاكم أبو القاسم الحسكاني، في كتاب شواهد التنزيل، بالإسناد عن إبراهيم بن الحكم بن ظهير، عن أبيه عن حكم بن جبير، عن أبي بردة الأسلمي، قال: دعا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالطهور، وعنده علي بن أبي طالب، فأخذ رسول الله بيد علي بعد ما تطهر، فألزمها بصدره، ثم قال: إنما أنت منذر، ثم ردها إلى صدر علي، ثم قال: ولكل قوم هاد، ثم قال: (إنك منارة الأنام، وغاية الهدى، وأمير القرى، واشهد على ذلك انك كذلك). وعلى هذه الأقوال الثلاثة، يكون * (هاد) * مبتدأ * (ولكل قوم) * خبره على قول سيبويه، ويكون مرتفعا بالظرف على قول الأخفش.
* (الله يعلم ما تحمل كل أنثى وما تغيض الأرحام وما تزداد وكل شئ عنده بمقدار (8) عالم الغيب والشهادة الكبير المتعال (9) سواء منكم من أسر القول ومن جهر به ومن هو مستخف بالليل وسارب بالنهار (10) له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء أفلا مرد له ومالهم من دونه من وال (11)) *.
القراءة: في الشواذ قراءة أبي البرهسم (1) * (له معاقيب من بين يديه ورقباء من خلفه يحفظونه بأمر الله) *. وروي عن أبي عبد الله عليه السلام: * (له معقبات من خلفه ورقيب من بين يديه يحفظونه بأمر الله) *. وروي عن علي عليه السلام، وابن عباس، وعكرمة، وزيد بن علي: * (يحفظونه بأمر الله) *.
الحجة: يجب أن يكون * (معاقيب) * تكسير معقبة، غير أنه لما حذف أحد