مكان، فيقرب من بعد، أو يبعد من قرب، أو يكون أحد أقرب إليه من غيره.
* (ووهبنا له من رحمتنا أخاه هارون نبيا) * أي: أنعمنا عليه بأخيه هارون، حيث قال واجعل لي وزيرا من أهلي، هارون، وجعلناه نبيا أشركناه في أمره، وشددنا به أزره * (واذكر في الكتاب) * الذي هو القرآن * (إسماعيل) * بن إبراهيم أيضا * (إنه كان ما دق الوعد) * إذا وعد بشئ وفي به، ولم يخلف * (وكان) * مع ذلك * (رسولا نبيا) * إلى جرهم، وقد مضى معناه. قال ابن عباس: إنه واعد رجلا أن ينتظره في مكان، ونسي الرجل، فانتظره سنة، حتى أتاه الرجل، وذلك مروي عن أبي عبد الله عليه السلام. وقيل: أقام ينتظره ثلاثة أيام، عن مقاتل. وقيل: إن إسماعيل بن إبراهيم عليه السلام مات قبل أبيه إبراهيم عليه السلام، وإن هذا هو إسماعيل بن حزقيل، بعثه الله إلى قومه، فسلخوا جلدة وجهه، وفروة رأسه، فخيره الله فيما شاء من عذابهم، فاستعفاه، ورضي بثوابه، وفوض أمرهم إلى الله تعالى في عفوه، ورواه أصحابنا عن أبي عبد الله عليه السلام. ثم قال في آخره: أتاه ملك من ربه يقرئه السلام، ويقول: قد رأيت ما صنع بك، وقد أمرني بطاعتك، فمرني بما شئت.
فقال: يكون لي بالحسن عليه السلام أسوة.
* (وكان يأمر أهله) * أي: قومه وعترته وعشيرته. وقيل: أمته، عن الحسن * (بالصلاة والزكاة) * وقيل: إنه كان يأمر أهله بصلاة الليل، وصدقة النهار * (وكان) * مع ذلك * (عند ربه مرضيا) * قد رضي أعماله، لأنها كلها طاعات لم تكن فيها قبائح.
وقيل: مرضيا معناه صالحا زكيا رضيا، فحصل له عنده المنزلة العظيمة.
* (واذكر في الكتاب إدريس إنه كان صديقا نبيا (56) ورفعناه مكانا عليا (57) أولئك الذين أنعم الله عليهم من النبيين من ذرية آدم وممن حملنا مع نوح ومن ذرية إبراهيم وإسرائيل وممن هدينا واجتبينا إذا تتلى عليهم آيات الرحمان خروا سجدا وبكيا (58) * فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيا (59) إلا من تاب وآمن وعمل صالحا فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون شيئا (60)) *.