من عذاب الله. وقيل: آمنين من الموت لطول أعمارهم * (فأخذتهم الصيحة مصبحين) * أي: فأهلكوا بالصيحة في وقت دخولهم في الصباح * (فما أغنى عنهم) * أي: فما دفع عنهم العذاب، ولم يغنهم * (ما كانوا يكسبون) * أي: يجمعون من المال، والأولاد، وأنواع الملاذ.
* (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق وإن الساعة لآتية فاصفح الصفح الجميل (85) إن ربك هو الخلاق العليم (86) ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرءان العظيم (87) لا تمدن عينيك إلى ما متعنا به أزواجا منهم ولا تحزن عليهم واخفض جناحك للمؤمنين (88) وقل إني أنا النذير المبين (89) كما أنزلنا على المقتسمين (90) الذين جعلوا القرآن عضين (91)) *.
اللغة: عضين: جمع عضة: وأصله عضوة، فنقصت الواو، ولذلك جمعت عضين بالنون، كما قال عزة وعزون، والأصل عزوة. والتعضية: التفريق، مأخوذ من الأعضاء، يقال عضيت الشئ أي: فرقته وبعضته. قال رؤبة: (وليس دين الله بالمعضي) وقال آخر:
تلك ديار تأزم المآزما * وعضوات تقطع اللهازما (1) وقيل: أصل عضة عضهة، فحذفت الهاء، كما حذفت من شفة وشاة، وأصلها شفهة وشاهة، بدلالة أن الجمع شفاه وشياه بالهاء، والتصغير شفيهة وشويهة.
المعنى: * (وما خلقنا السماوات والأرض وما بينهما إلا بالحق) * معناه: وما خلقناهما عبثا، بل لما اقتضته الحكمة، وهي أنا قد تعبدنا أهلها، ثم نجازيهم بما عملوا * (وإن الساعة) * وهي يوم القيامة * (لآتية) * أي: جائية بلا شك بعذابهم.
وقيل: بمجازاة الخلائق كلهم. وقيل: هو تفسير قوله * (إلا بالحق) *. * (فاصفح