حذف أي: لرأيت أن القوة لله (جميعا) فعلى هذا يكون متصلا بجواب لو. ومن قرأ بالياء فمعناه ولو يرى الظالمون أن القوة لله جميعا، لرأوا مضرة فعلهم، وسوء عاقبتهم.
ومعنى قوله (أن القوة لله جميعا) أن الله سبحانه قادر على أخذهم وعقوبتهم.
وفي هذا وعيد وإشارة إلى أن هؤلاء الجبابرة مع تعززهم، إذا حشروا ذلوا وتخاذلوا.
وقد بينا الوجوه في فتح إن وكسرها. فالمعنى تابع لها، ودائر عليها. وجواب لو محذوف على جميع الوجوه (وأن الله شديد العذاب) وصف العذاب بالشدة توسعا ومبالغة في الوصف، فإن الشدة من صفات الأجسام.
النظم: وجه اتصال هذه الآية بما قبلها أن الله سبحان أخبر أن مع وضوح هذه الآيات والدلالات التي سبق ذكرها، أقام قوم على الباطل، وإنكار الحق، فكأنه قال أبعد هذا البيان، وظهور البرهان، يتخذون من دون الله أندادا.
(إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (166) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرءوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (167)).
اللغة: التبرؤ في اللغة والتفصي والتنزيل (1) نظائر. وأصل التبرؤ:
التولي. والتباعد للعداوة، وإذا قيل: تبرأ الله من المشركين، فكأنه باعدهم من رحمته للعداوة التي استحقوها بالمعصية. وأصله من الانفصال. ومنه برأ من مرضه، وبرئ يبرأ برأ وبراء. وبرئ من الدين براءة. والاتباع: طلب الاتفاق في مقال أو فعال أو مكان. فإذا قيل: اتبعه ليلحقه، فالمراد ليتفق معه في المكان. والتقطع: التباعد بعد اتصال. والسبب: الوصلة إلى المتعذر بما يصلح من الطلب. والأسباب: الوصلات واحدها سبب، ومنه يسمى الحبل سببا، لأنك تتوصل به إلى ما انقطع عنك من ماء بئر أو غيره. ومضت سبة من الدهر أي: ملاوة (2). والكرة: الرجعة، قال الأخطل: