الاعراب: قوله (كما آمن): الكاف في موضع نصب بكونه صفة لمصدر محذوف. وما مع صلته بمعنى المصدر أي: آمنوا إيمانا مثل إيمان الناس، فحذف الموصوف، وأقام الصفة مقامه. والهمزة في (أنؤمن) للإنكار، وأصلها الاستفهام. ومثله: (أنطعم من لو يشاء الله أطعمه). وإذا: ظرف لقوله (قالوا أنؤمن) وقد مض الكلام فيه.
المعنى: المراد بالآية: وإذا قيل للمنافقين صدقوا بمحمد صلى الله عليه وآله وسلم، وما أنزل عليه، كما صدقه أصحابه. وقيل: كما صدق عبد الله بن سلام، ومن آمن معه من اليهود، قالوا أنصدق كما صدق الجهال. ثم كذبهم الله تعالى، وحكم عليهم بأنهم هم الجهال في الحقيقة، لأن الجاهل إنما يسمى سفيها، لأنه يضيع من حيث يرى أنه يحفظ، فكذلك المنافق، يعصي ربه من حيث يظن أنه يطيعه، ويكفر به من حيث يظن أنه يؤمن به.
(وإذا لقوا الذين آمنوا قالوا آمنا وإذا خلوا إلى شياطينهم قالوا إنا معكم إنما نحن مستهزءون (14)).
القراءة: بعض القراء ترك الهمزة من (مستهزؤون). وقوله (خلوا إلى) قراءة أهل الحجاز خلولى، حذفوا الهمزة وألقوا حركتها على الواو قبلها، وكذلك أمثاله. والباقون أسكنوا الواو وحققوا الهمزة.
الحجة: قال سيبويه: الهمزة المضمومة المكسور ما قبلها، تجعلها إذا خففتها بين بين، وكذلك الهمزة المكسورة إذا كان ما قبلها مضموما، نحو:
مرتع إبلك، تجعلها بين بين. وذهب الأخفش إلى أن تقلب الهمزة ياء في مستهزيون قلبا صحيحا، من أجل الكسرة التي قبلها، ولا تجعلها بين بين، ولا تقلبها واوا مع تحركها بالضمة، لخروجه إلى ما لا نظير له. ألا ترى أنه واو مضمومة قبلها كسرة، وذلك مرفوض عندهم.
اللغة: اللقاء: نقيض الحجاب. قال الخليل: كل شئ استقبل شيئا أو صادفه فقد لقيه. وأصل اللقاء: الاجتماع مع الشئ على طريق المقاربة، والاجتماع قد يكون لا على طريق المجاورة كاجتماع العرضين في محل.
والخلاء: نقيض الملاء. ويقال: خلوت إليه، وخلوت معه. ويقال: خلوت