الإعمال أكثر. ولم نعلم أن أحدا حكى النصب في لكن إذا خففت، فيشبه إن والنصب لم يجئ في هذا الحرف مخففا، ليكون ذلك دلالة على أن الأصل في هذه الحروف أن لا تعمل إذا خففت، لزوال اللفظ الذي به شابه الفعل في التخفيف. ولكن وإن لم يشابه الفعل، فإن فيه ما يشبه الفعل إذا فصلته (1) كقولهم: أراك منتفخا أريد أن تفخ مثل كتف (2)، فقدر منفصلا، ثم خفف.
كذلك يقدر في لكن الانفصال فيشبه ليت وإن.
اللغة: اتبعه: اقتدى به. وتتلو معناه: تتبع، لأن التالي تابع. وقيل:
معناه تقرأ من تلوت كتاب الله أي: قرأته. قال الله تعالى: (هنالك تتلو (3) كل نفس ما أسلفت) أي: تتبع. وقال حسان بن ثابت:
نبي يرى ما لا يرى الناس حوله، ويتلو كتاب الله في كل مشهد والسحر، والكهانة، والحيلة، نظائر، يقال: سحره يسحره سحرا. وقال صاحب العين: السحر عمل يقرب إلى الشياطين، ومن السحر الآخذة التي تأخذ العين حتى يظن أن الأمر كما ترى، وليس الأمر كما ترى، والجمع الاخذ.
فالسحر: عمل خفي لخفاء سببه، يصور الشئ بخلاف صورته، ويقلبه عن جنسه في الظاهر، ولا يقلبه عن جنسه في الحقيقة، ألا ترى إلى قوله سبحانه وتعالى:
(يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى). والسحر: الغذاء، قال امرؤ القيس:
أرانا موضعين لحتم غيب، * ونسحر بالطعام، وبالشراب والسحر أيضا: الرئة، يقال للجبان: انتفخ سحره. والفتنة والامتحان والاختبار نظائر، يقال: فتنته فتنة وأفتنه، قال أعشى همدان فجاء باللغتين:
لقد فتنتني، وهي بالأمس أفتنت * سعيدا، فأمسى قد قلا كل مسلم وفتنت الذهب في النار: إذا اختبرته فيها لتعلم أخالص هو أم مشوب. فقيل لكل ما أحميته في النار: فتنة. وفتنت الخبزة في النار: أنضجتها، ومنه قوله: (يوم هم على النار يفتنون) أي: يشوون. وتعلم: قد تكون بمعنى اعلم، كما قيل:
علمت وأعلمت بمعنى، وكذلك فهمت وأفهمت، قال كعب بن زهير: