عبد الله بن عثمان بن خثيم وهو رجل مطعون في روايته منسوب إلى سوء الحفظ والى قلة الضبط وردائة الاخذ مشكل 4 ص 91 أبو الحسن مولى عبد الله بن نوفل بن عبد المطلب وكان من أرضى مولى قريش وأهل العلم والصلاح منهم - مشكل 4 134 فهذا ما ذكرنا من كلام الطحاوي في مشكل الآثار على الرواة جرحا وتعديلا قليل ومستجد في كتابه المشكل الكلام على الرواة وترجيح بعض الروايات على بعضها من حيث الصناعة الحديثية كثيرا فان الطحاوي رحمه الله تعالى يفسر المبهم ويبين التدليس وعلل الحديث وغوامضه كثيرا ثم يذكر محامل الأحاديث المختلفة ويجمع بينها للتوافق الآثار ولا تتضاد - وقد اخذ الخطيب أيضا في تاريخه من أقوال الامام الطحاوي فقال في ترجمة محمد بن مسلم بن وارة من طريق القاضي يوسف بن القاسم الميانجي قال سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول ثلاثة من علماء الزمان بالحديث اتفقوا بالري لم يكن في الأرض في وقتهم أمثالهم فذكر أبا زرعة ومحمد بن مسلم ابن وارة وأبا حاتم الرازي وقال في ترجمة إبراهيم بن مكتوم أبي إسحاق السلمي وراق المصاحف قال أبو جعفر الطحاوي إبراهيم بن مكتوم بصري صار إلى بغداد فحدث هناك وهو عند أهل الحديث معروف ثقة واخذ عنه العراقي فقال في شرح مقدمة ابن الصلاح وقال الطحاوي وإنما حديث عطاء الذي كان منه قبل تغيره يؤخذ من أربعة لا من سواهم وهم شعبة وسفيان الثوري وحماد بن سلمة وحماد بن زيد انتهى وبالجملة فالامام الطحاوي من أكابر علماء هذا الفن - ولقد أنصف من ذكره في حفاظ الحديث ونقاده ومن جعله من الثقات الاثبات والحفاظ الجهابذة ومن وجعله أحد الاعلام وشيخ الاسلام وامام عصره بلا مدافعة ومن جعله ثقة ثبتا فقيها عاقلا نبيلا فهما جليل القدر فقيه البدن عالما باختلاف العلماء بصيرا بالتصنيف لم يخلف بعده مثله كما تقدم في ثناء العلماء عليه - وقد ظلم وجهل أو تجاهل وتعصب من ذكره في المتكلم فيهم والمجروحين بما لا طائل تحته ومن اخرج من عادة الامام الطحاوي نقد الحديث كنقد أهل العلم ومن ألزمه بتصحيح حديث ضعيف وتضعيف حديث صحيح لأجل الرأي وحاشا لله ان الامام الطحاوي رحمه الله تعالى رحمة واسعة ولقيه يضحك إليه وهو يضحك إليه وجازاه جزاء وافيا برئ عما قال هؤلاء كما سيأتي - الفائدة الحادية عشرة في كلام بعض الناس في الامام الطحاوي رحمه الله تعالى قال البيهقي في المعرفة بعد أن ذكر كلاما للطحاوي في حديث مس الذكر فتعقبه قال أردت ان أبين خطأه في هذا وسكت عن كثير من أمثال ذلك فبين في كلامه ان علم الحديث لم يكن من صناعته وإنما اخذ الكلمة بعد الكلمة من أهله ثم لم يحكمها كذا نقل ابن حجر في اللسان وسكت عنه كأنه رضي بقوله وقال العلامة الشيخ عبد القادر في الجواهر المضية ذكر الإمام أبو بكر البيهقي في أول كتابه الأوسط المعروف بالسنن والآثار وإنما قلت الأوسط لان له في السنة ثلاث مجلدات والثالث السنن الصغير في مجلد فرأيت في كتابه الأوسط قال البيهقي وحين شرعت في كتابي هذا جاءني شخص بكتاب أبي جعفر الطحاوي فكم من حديث ضعيف فيه صححه لأجل رأيه وكلم من حديث فيه صحيح ضعفه لأجل رأيه هكذا قال وحاشا لله ان الطحاوي رحمه الله تعالى يقع في هذا فهذا الكتاب الذي أشار إليه هو الكتاب المعروف بمعاني الآثار وقد تكلمت على أسانيده وعزوت أحاديثه واسناده إلى الكتب الستة والمصنف لابن أبي شيبة وكتب الحفاظ وسميته بالحاوي في بيان
(المقدمة ٤٤)