أبي خازم وكان ثقة فقيها لم يخلف بعده مثله انتهت إليه رياسة الحنفية بمصر انتهى وقال ابن عماد الحنبلي في شذرات الذهب شيخ الحنفية الثقة الثبت برع في الفقه والحديث - وقال ابن تغري في النجوم الزاهرة الطحاوي الفقيه الحنفي المحدث الحافظ أحد الاعلام وشيخ الاسلام وكان امام عصره بلا مدافعة في الفقه والحديث واختلاف العلماء والاحكام واللغة والنحو وصنف المصنفات الحسان وقال ابن النديم في الفهرست وكان أوحد زمانه علما وزهدا وقال البدر العيني في نخب الأفكار كما في الحاوي اما الطحاوي فإنه مجمع عليه في ثقته وديانته وأمانته وفضيلته التامة ويده الطولى في الحديث وعلله وناسخه ومنسوخه ولم يخلفه في ذلك أحد ولقد اثنى عليه كل من ذكره من أهل الحديث والتاريخ كالطبراني وأبي بكر الخطيب وأبي عبد الله الحميدي والحافظ ابن عساكر وغيرهم من المتقدمين والمتأخرين كالحافظ أبي الحجاج المزي والحافظ الذهبي وعماد الدين بن كثير وغيرهم من أصحاب التصانيف ولا يشك عاقل منصف ان الطحاوي ثبت في استنباط الاحكام من القرآن ومن الأحاديث النبوية واقعد في الفقه من غيره ممن عاصرة سنا أو شاركه رواية من أصحاب الصحاح والسنن لان هذا إنما يظهر بالنظر في كلامه ومما يدل على ذلك ويقوي ما ادعيناه تصانيفه المفيدة الغزيرة في سائر الفنون من العلوم النقلية والعقلية واما في رواية الحديث ومعرفة الرجال وكثرة الشيوخ فهو كما ترى امام عظيم ثبت ثقة حجة كالبخاري ومسلم وغيرهما من أصحاب الصحاح والسنن يدل على ذلك اتساع روايته ومشاركته فيها أئمة الحديث المشهورين كما ذكرناهم انتهى مختصرا - وقال الخفاجي المصري في شرح الشفاء هو الامام الجليل القدر المحدث أبو جعفر أحمد بن محمد بن مسلمة بن عبد الملك بن سلمة بن سليم الأزدي ثم المصري الحنفي لا المالكي كما قيل وكان أولا شافعيا من تلامذة المزني ثم تحنف وانتهت إليه رياسة الحنفية بمصر وله تآليف جليلة انتهى مختصرا وقال في العرف الشذي والطحاوي اعلم بمذهب أبي حنيفة وهو تلميذ الشافعي بواسطة واحدة وتلميذ مالك بواسطتين وتلميذ أبي حنيفة بثلاث وسائط وذكر في باب الحج إجازة عن أحمد بوسطة الطحاوي امام مجتهد ومجدد كما قال ابن أثير الجزري انه مجده - أقول إنه مجدد من حيث شرح الحديث وهو بيان محامل الحديث والأسئلة والأجوبة وغيرها والمتقدمون كانوا يروون الحديث سندا ومتنا لا بحثا انتهى.
الفائدة التاسعة في سعة دائرة الطحاوي عن شيوخ عصره قال ابن زولاق في كتاب قضاة مصر حدثني عبد الله بن عمر الفقيه سمعت أبا جعفر الطحاوي يقول كان لمحمد بن عبدة القاضي مجلس للفقه عشية الخميس يحضره الفقهاء وأصحاب الحديث فإذا فرغ وصلى المغرب انصرف الناس ولم يبق أحد الا من تكون له حاجة فيجلس فلما كان ليلة رأينا إلى جنب القاضي شيخنا عليه عمامة طويلة وله لحية حسنة لا نعرفه فلما فرغ المجلس وصلى القاضي التفت فقال يتأخر أبو سعيد يعني الفاريابي وأبو جعفر وانصرف الناس ثم قام يركع فلما فرغ استند ونصبت بين يديه الشموع ثم قال خذوا في شئ فقال ذلك الشيخ إيش روى أبو عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أمه عن أبيه فلم يقل أبو سعيد الفاريابي شيئا فقلت انا حدثنا بكار بن قتيبة ثنا أبو أحمد ثنا سفيان عن عبد الأعلى الثعلبي عن أبي عبيدة بن عبد الله عن أمه عن أبيه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الله ليغار للمؤمن فليغر قال فقال لي ذلك الشيخ أتدري ما تتكلم به فقلت له إيش الخبر فقال لي رأيتك العشية مع الفقهاء في ميدانهم ورأيتك الساعة في أصحاب الحديث في ميدانهم وقل من يجمع ما بين الحالتين فقلت هذا من فضل الله وإنعامه فأعجب القاضي في وصفه لي ثم أخذنا في المذاكرة كذا في اللسان وذكره في اللسان أيضا عن الامام أبي جعفر الطحاوي في قول أبي إسحاق الشيرازي وزاد قال أبو جعفر