حيان في قوله (والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء فاجلدوهم ثمانين جلدة) الآية قال فقام عاصم بن عدي فذكر قصة سؤاله في (1) رجل يرى رجلا على بطن امرأته يزنى بها ونزول آية اللعان ورمى ابن عمه هلال بن أمية امرأته بابن عمه شريك بن سحماء وانها حبلى قال فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخليل والمرأة والزوج فاجتمعوا عنده فقال النبي صلى الله عليه وسلم لزوجها هلال ويحك ما تقول في بنت عمك وابن عمك وخليلك ان تقذفها ببهتان فقال الزوج أقسم بالله يا رسول الله لقد رأيته معها على بطنها وانها لحبلى وما قربتها منذ أربعة أشهر فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة ويحك ما يقول زوجك قالت أحلف بالله انه لكاذب وما رأى منا (2) شيئا يريبه وذكر كلاما طويلا في الانكار فقال النبي صلى الله عليه وسلم للخليل ويحك ما يقول ابن عمك فقال أقسم بالله ما رأى ما يقول وانه لمن الكاذبين وذكر كلاما طويلا في الانكار قال فقال النبي صلى الله عليه وسلم للمرأة والزوج قوما فاحلفا بالله فقاما عند المنبر في دبر صلاة العصر فحلف زوجها هلال بن أمية فقال أشهد بالله (انى لمن الصادقين - 3) فذكر (4) لعانه وصفة لعانها وذكر في لعان الزوج انها لحبلى من غيري وانى لمن الصادقين ثم لم يذكر انه احلف شريكا وإنما ذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا ولدت فأتوني به فولدت غلاما اسود جعدا كأنه من الحبشة (5) فلما ان نظر إليه فرأى شبهه بشريك وكان ابن حبشية قال لولا ما مضى من الايمان لكان لي فيها أمر يعنى الرجم (فقول الشافعي) رحمه الله وسأل النبي صلى الله عليه وسلم شريكا فأنكر فلم يحلفه يحتمل أن يكون إنما اخذه عن أهل (6) التفسير فإنه كان مسموعا له ولم أجده في الروايات الموصولة - والذي قال الشافعي في كتاب احكام القرآن ولم يحضر رسول الله صلى الله عليه وسلم المرمى بالمرأة إنما قاله في قصة عويمر العجلاني والمرمى بالمرأة لم يسم في قصة العجلاني في الروايات التي عندنا الا ان قول النبي صلى الله عليه وسلم ان جاءت به بنعت (7) كذا وكذا في تلك القصة أيضا يدل على أنه رماها برجل بعينه ولم ينقل فيها انه احضره فقال (8) الشافعي في الاملاء أظنه وقد قذف الرجل العجلاني امرأته بابن عمه وابن عمه شريك بن السحماء ثم ساق الكلام إلى أن قال والتعن العجلاني فلم يحد النبي صلى الله عليه وسلم شريكا بالتعانه (9) - والذي في ما روينا (10) من الأحاديث ان الذي رمى زوجته بشريك بن سحماء هلال بن أمية الواقفي من بنى الواقف ولا اعلم أحدا سمى في قصة عويمر العجلاني رميه امرأته بشريك بن سحماء الا من جهة محمد بن عمر الواقدي باسناد له قد ذكرناه فيما مضى وهو أيضا في رواية أبى الزناد عن القاسم عن ابن عباس رضي الله عنهما كما مضى في الروايات المشهورة وإنما سمى في قصة هلال ابن أمية ويشبه أن تكون القصتان واحدة فقد ذكر في الروايات الموصولة في قصة العجلاني انه أمر عاصم بن عدي للسؤال (11) عن ذلك ثم نزلت الآية وجاء عويمر العجلاني فلاعن النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين امرأته قال إن جاءت به كذا وكذا وذكر في قصة هلال بن أمية أيضا نزول الآية فيه وانه لاعن بينه وبين امرأته فقال إن جاءت به كذا وكذا، وذكر مقاتل بن حيان في قصة هلال سؤال عاصم بن عدي فاما ان تكونا قصة واحدة واختلف الرواة في اسم الرامي فابن عباس رضي الله عنهما في إحدى الروايتين وأنس بن مالك رضي الله عنه يسميانه هلال بن أمية، وسهل بن سعد يسميه عويمر العجلاني، وابن عباس رضي الله عنهما في رواية ابن أبي الزناد عن القاسم بن محمد عنه يقول لاعن بين العجلاني وامرأته، وابن عمر رضي الله عنهما يقول فرق بين أخوي بنى العجلان، وابن مسعود رضي الله عنه يقول رجل من الأنصار فيكون قوله في الاملاء خارجا عن (12) بعض ما روى من الاختلاف في اسم الرجل - واما ان تكونا قصتين وكان عاصم حين سأل عن ذلك إنما سأل لعويمر العجلاني فابتلى به أيضا هلال بن أمية فنزلت الآية فحين حضر كل واحد منهما لاعن بينه وبين امرأته وأضيف نزول الآية فيه إليه فعلى هذا ينبغي أن يكون ما وقع في الاملاء خطأ من الكاتب أو تقليدا لما روى في حديث أبي الزناد وحديث الواقدي والله أعلم -
(٤٠٨)