ويقال فصيل مخلول إذا شد لسانه حتى لا يرضع ويقال خللته فهو خليل ومخلول ومثله أجررته.. قال الشاعر فلو أن قومي أنطقتني رماحهم * نطقت ولكن الرماح أجرت (1)
(1) قوله - فلو أن قومي - الخ يقول لو صبروا وطعنوا برماحهم أعدائهم لامكنني مدحهم ولكن فرارهم صيرني كالمشقوق اللسان لانى ان مدحتهم بما لم يفعلوا كذبت ورد على يقال أجررت الفصيل إذا شققت لسانه لئلا يرضع أمه.. قال أبو القاسم الزجاجي في أماليه الوسطي أخبرنا ابن شقير قال حضرت المبرد وقد سأله رجل عن معنى قول الشاعر - فلو أن قومي أنطفتني رماحهم - البيت فقال هذا كقول الآخر وقافية قيلت فلم أستطع لها * دفاعا إذا لم تضربوا بالمناصل فادفع عن حق بحق ولم يكن * ليدفع عنكم قالة الحق باطلى قال أبو القاسم معنى هذا ان الفصيل إذا لهج بالرضاع جعلوا في أنفه خلالة محدودة فإذا جاء يرضع أمه نخسته تلك الخلالة فمنعته من الرضاع فان كف والا أجروه والاجرار أن يشق لسان الفصيل أو يقطع طرفه فيمتنع حينئذ من الرضاع ضرورة فقال قائل البيت الأول ان قومي لم يقاتلوا فانا مجر عن مدحهم كما يجر الفصيل عن الرضاع ففسره أبو العباس بالبيتين اللذين مضيا وللاجرار موضع آخر وهو أن يطعن الفارس الفارس فيمكن الرمح فيه ثم يتركه منهزما يجر الرمح فذلك قاتل لا محالة ومنه قول الشاعر وآخر منهم أجررت رمحي * وفي البجلي معبلة وقيع وقوله ونقى بأفضل ما لنا أحسابنا * ونجر في الهيجا الرماح وندعى قوله - وندعى - أي ننتسب في الحرب كما ينتسب الشجاع في الحرب فيقول أنا فلان بن فلان.. والبيت من أبيات لعمرو بن معدى كرب الزبيدي رضي الله عنه وأولها ولما رأيت الخيل زورا كأنها * جداول زرع أرسلت فاسبطرت فجاشت إلى النفس أول مرة * فردت على مكروهها فاستقرت على م تقول الرمح يثقل عاتقي * إذا أنا لم أطعن إذا الخيل كرت لحا الله جرما كلما ذر شارق * وجوه كلاب هارشت فاز بأرت فلم تغن جرم نهدها إذ تلاقيا * ولكن جرما في اللقاء ابذعرت ظللت كأني للرماح دريئة * أقاتل عن أبناء جرم وفرت فلو أن قومي أنطقتني رماحهم * نطقت ولكن الرماح أجرت وسبب هذه الأبيات ان جرما ونهدا وهما قبيلتان من قضاعة كانتا من بني الحارث بن كعب فقتلت جرم رجلا من أشراف بني الحارث فارتحلت عنهم وتحولت في بني زبيد فخرجت بنو الحارث يطلبون بدم أخيهم فالتقوا في عمرو جرما لنهد وتعبي هو وقومه لبنى الحارث ففرت جرم واعتلت بأنها كرهت دماء نهد فهزمت يومئذ بنو زبيد فقال عمرو هذه الأبيات يلومها ثم غزاهم بعد فانتصف منهم