الخطاب على الجميع.. وثالثها أن يكون الخطاب متوجها إلى آدم وحواء عليهما السلام والحية التي كانت معهما على ما روى عن كثير من المفسرين ففي هذا الوجه بعد من قبل أن خطاب من لا يفهم الخطاب لا يحسن فلابد من أن يكون قبيحا اللهم إلا أن يقال إنه لم يكن هناك قول في الحقيقة ولا خطاب وإنما كنى تعالى عن إهباطه لهم بالقول كما يقول أحدنا قلت فلقيت الأمير وقلت فضربت زيدا وإنما يخبر عن الفعل دون القول وهذا خلاف الظاهر وإن كان مستعملا وفى هذا الوجه بعد من وجه آخر وهو أن لم يتقدم للحية ذكر في نص القرآن والكناية عن غير مذكور لا تحسن إلا بحيث لا يقع لبس ولا يسبق وهم إلى تعلق الكناية بغير مكنى عنه حتى يكون ذكره كترك ذكره في البيان عن المعنى المقصود مثل قوله تعالى (حتى توارت بالحجاب.. وكل من عليها فان) ومثل قول الشاعر أماوى ما يغنى الثراء عن الفتى * إذا حشرجت يوما وضاق بها الصدر (1) فأما بحيث لا يكون الحال على هذا فالكناية عن غير مذكور قبيحة.. ورابعها أن يكون الخطاب يخص آدم وحواء عليهما السلام وخاطب الاثنين بالجمع على عادة العرب في ذلك
(٦٣)