مخافة أن يراني مستكينا * عدو أو يشابهه قريب فيشمت كاشح ويظن أنى * جزوع عند نائبة تنوب فبعدك شدت الأعداء طرفا * إلى ورابنى دهر مريب معنى - شدت الأعداء طرفا - أي نظرت إلى نظرا شديدا فظهر الغضب من عيونها وأنكرت الزمان وكل أهلي * وهرتني لغيبتك الكليب يقال كلب وكليب مثل عبد وعبيد وكنت تقطع الابصار دوني * وإن وغرت من الغيظ القلوب ويمنعنى من الأعداء أنى * وإن رغموا لمخشى مهيب فلم أر مثل يومك كان يوما * بدت فيه النجوم فما تغيب وليل ما أنام به طويل * كأني للنجوم به رقيب وما يك جائيا لابد منه * إليك فسوف تجلبه الجلوب (مجلس آخر 71) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها) إلى قوله (تعقلون) فقال كيف ذكر تعالى هذا بعد ذكر البقرة والامر بذبحها وقد كان ينبغي أن يتقدمه لأنه إنما أمر الله تعالى بذبح البقرة لينكشف أمر القاتل فكيف أخر تعالى ذكر السبب عن المسبب وبنى الكلام بناء يقتضى أنه كان بعده ولم قال تعالى (وإذ قتلتم نفسا) والرواية وردت بأن القاتل كان واحدا فكيف يجوز أن يخاطب الجماعة بالقتل والقاتل بينها واحد وإلى أي شئ وقعت الإشارة بقوله تعالى (كذلك يحيى الله الموتى).. الجواب قيل له أما قوله تعالى (وإذ قتلتم نفسا) ففيه وجهان.. أولهما أن تكون هذه الآية وإن تأخرت فهي مقدمة في المعنى على الآية التي ذكرت فيها البقرة ويكون التأويل وإذ قتلتم نفسا فادارأتم فيها فسألتم موسى عليه السلام فقال لكم إن الله
(١٢٩)