فقال لها نامى فأنت بذمتي * لبنتك جار من أبيها القتور - القتور - السيئ الخلق.. قال وأخبرنا المرزباني قال أخبرني محمد بن يحى الصولي قال حدثنا محمد بن زكريا الغلابي عن العباس بن بكار الضبي عن أبي بكر الهذلي.. قال الصولي وحدثني القاسم بن إسماعيل عن أبي عثمان المازني عن أبي عبيدة بطرف منه قال وفد صعصعة بن ناجية جد الفرزدق على رسول الله صلى الله عليه وسلم في وفد بني تميم وكان صعصعة منع الوأد في الجاهلية فلم يدع تميما تئد وهو يقدر على ذلك فجاء الاسلام وقد فدا في بعض الروايات أربعمائة موؤدة وفى أخرى ثلاثمائة فقال للنبي صلى الله عليه وسلم بأبي أنت وأمي أوصني فقال أوصيك بأمك وأبيك وأختك وأخيك وأدانيك أدانيك فقال زدني فقال عليه الصلاة والسلام إحفظ ما بين لحييك ورجليك ثم قال عليه الصلاة والسلام ما شئ بلغني عنك فعلته فقال يا رسول الله رأيت الناس يموجون على غير وجه ولم أدر أين الصواب غير أنى علمت أنهم ليسوا عليه فرأيتهم يئدون بناتهم فعرفت أن ربهم عز وجل لم يأمرهم بذلك فلم أتركهم ففديت ما قدرت عليه.. وفى رواية أخرى إن صعصعة لما وفد على النبي صلى الله عليه وسلم فسمع قوله تعالى (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) قال حسبي ما أبالي أن لا أسمع من القرآن غير هذا.. ويقال إنه اجتمع جرير والفرزدق يوما عند سليمان بن عبد الملك فافتخرا فقال الفرزدق أنا ابن محيى الموتى فقال له سليمان أنت ابن محيى الموتى فقال إن جدي أحيا الموؤودة وقد قال الله تعالى (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) وقد أحيي جدي اثنتين وتسعين موؤدة فتبسم سليمان وقال إنك مع شعرك لفقيه [تأويل خبر].. إن سأل سائل عن معنى الخبر الذي يروى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه نهى أن يصلى الرجل وهو زناء.. الجواب قلنا الزناء هو الحاقن الذي قد ضاق ذرعا ببوله يقال أزنأ الرجل ببوله فهو يزنيه إزناء.. قال الأخطل فإذا دفعت إلى زناء قعرها * غبراء مظلمة من الاحفار (1)
(١٩٢)