ومثله لأبي الهدى نزلت على آل المهلب شاتيا * غريبا عن الأوطان في زمن المحل فما زال بي إكرامهم وافتقادهم * وإنعامهم حتى حسبتهم أهلي ولأثالة بن القراعى يمدح عقبة بن سنان الحارثي ألم ترني شكرت أبا سعيد * بنعماء وقد كفر الموالي ولم أكفر سحائبه اللواتي * مطرن على واهية العزالى فمن يك كافرا نعماه يوما * فإني شاكر أخرى الليالي فتى لم تطلع الشعرى بأفق * ولم تعرض ليمن أو شمال على ند له إن عد مجد * ومكرمة وإتلاف لمال وأصبر في الحوادث إن ألمت * وأسعي للمحامد والمعالي فتى عم البرية بالعطايا * فقد صاروا له أدنى العيال .. فأما قول جرير لم أقض من صحبة زيد أربى * فتى إذا أغضبته لم يغضب موكل العين بحفظ الغيب * أقصى الفريقين له كالأقرب فإنه لم يرد أن الضعيف السبب في المودة كالقوى السبب وإنما أراد أنه يرعى من غيب الرفيق البعيد الغائب حقه ما يرعاه من حق الشاهد الحاضر وأنه يستوى عنده لكرمه وحسن حفاظه من بعدت داره وقربت منازله وهذا بخلاف ما عليه أكثر الناس من مراعاة الحاضر القريب وإهمال حق البعيد.. هذا آخر مجلس أملاه الشريف المرتضى علم الهدي ذو المجدين أبو القاسم علي بن الحسين الموسوي رضي الله عنه ثم تشاغل بأمور الحج (تم الكتاب والحمد لله أولا وآخرا)
(٢٠٢)