.. وروى أن بعض خلفاء بنى العباس وأظنه الرشيد صعد المنبر ليخطب فسقطت على وجهه ذبابة فطردها فرجعت فحصر وأرتج عليه فقال أعوذ بالله السميع العليم يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له الآية إلى قوله ضعف الطالب والمطلوب ثم نزل فاستحسن ذلك منه.. ومما يشاكل هذه الحكاية ما حكاه عمرو بن بحر الجاحظ قال كان لنا بالبصرة قاض يقال له عبد الله بن سوار لم ير الناس حاكما قط ولا زمينا ولا ركينا ولا وقورا ضبط من نفسه وملك من حركته مثل الذي ضبط وملك وكان يصلى الغداة في منزله وهو قريب الدار من مسجده فيأتي مجلسه فيحتبى ولا يزال منتصبا لا يتحرك له عضو ولا يلتفت ولا يحل حبوته ولا يحرك رجلا عن رجل ولا يعتمد على على أحد شقيه حتى كأنه بناء مبنى أو صخرة منصوبة فلا يزال كذلك حتى يقوم لصلاة الظهر ثم يعود إلى مجلسه فلا يزال كذلك حتى يقوم لصلاة العصر ثم يرجع إلى مجلسه فلا يزال كذلك حتى يقوم إلى المغرب ثم ربما عاد إلى مجلسه بل كثيرا ما يكون ذلك إذا بقي عليه من قراءة العهد والشروط والوثائق ثم يصلى العشاء وينصرف لم يقم في
(٢٢)