وأما قوله تعالى (وأنتم تعلمون) فيحتمل وجوها.. أولها أن يريد أنكم تعلمون أن الأنداد التي هي الأصنام وما جرى مجراها التي تعبدونها من دون الله تعالى لم تنعم عليكم بهذه النعم التي عددها ولا بأمثالها وأنها لا تضر ولا تنفع ولا تبصر ولا تعتقدون أن الأصنام خلقت السماء والأرض من دون الله ولا معه تعالى فالوصف لهم ههنا بالعلم إنما هو لتأكد الحجة عليهم ويصح لزومها لهم لأنهم من العلم بما ذكرناه ويكونون أضيق عذرا.. والوجه الثاني أن يكون المراد بقوله تعالى (وأنتم تعلمون) أي تعقلون وتميزون وتعلمون ما تقولون وتفعلون وتأتون وتذرون لان من كان بهذه الصفة فقد استوفى شروط التكليف ولزمته الحجة وضاق عذره في التخلف عن النظر وإصابة الحق ونظير ذلك قوله تعالى (إنما يتذكر أولو الألباب.. وإنما يخشى الله من عباده العلماء) .. والوجه الثالث ما قاله بعض المفسرين كمجاهد وغيره أن المراد بذلك أهل الكتابين
(٩٨)