وإن كان الذي أتى به فاسدا بل إن كان صادقا فالذي أتى به حق صحيح وإن كان الذي أتى به فاسدا فلابد من أن يكون في شئ من ذلك وهو تأويل من لا يتحقق المعاني..
والوجه الرابع أن يكون المعنى في قوله تعالى فإنهم لا يكذبونك أن تكذيبك راجع إلى وعائد على ولست المختص به لأنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن كذبه فهو في في الحقيقة مكذب لله تعالى وراد عليه وهذا كما يقول أحدنا لرسوله امض في كذا فمن كذبك فقد كذبني ومن دفعك فقد دفعني وذلك من الله على سبيل التسلية لنبيه عليه الصلاة والسلام والتعظيم والتغليظ لتكذيبه.. والوجه الخامس أن يريد فإنهم لا يكذبونك في الامر الذي يوافق فيه تكذيبهم وإن كذبوك في غيره.. ويمكن في الآية وجه سادس وهو أن يريد تعالى أن جميعهم لا يكذبونك وإن كذبك بعضهم فهم الظالمون الذين ذكروا في آخر الآية بأنهم يجحدون بآيات الله وإنما سلى نبيه عليه الصلاة والسلام بهذا القول وعزاه فلا ينكر أن يكون موسى عليه الصلاة والسلام لما استوحش من تكذيبهم له وتلقيهم إياه بالرد عليه وظن أنه لا متبع له عليه الصلاة والسلام منهم ولا ناصر لدينه فيهم أخبره الله تعالى بان البعض وان كذبك فان فيهم من يصدقك ويتبعك وينتفع بارشادك وهدايتك وكل هذا واضح والمنة لله.. [قال الشريف المرتضى] رضي الله عنه من جيد الشعر قول مطرود بن كعب الخزاعي يا أيها الرجل المحول رحله * ألا نزلت بآل عبد مناف (1) هبلتك أمك لو نزلت عليهم * ضمنوك من جوع ومن إقراف