وقل ما يستعمل هذا المعنى من غير تكرير لفظ لأنهم يقولون لاجئتنى ولا زرتنى يريدون ما جئتني وان قالوا لاجئتنى صلح إلا أن في هذه الآية ما ينوب مناب التكرار ويغنى عنه وهو قوله تعالى (ثم كان من الذين آمنوا) فكأنه قال فلا اقتحم العقبة ولا آمن فمعنى التكرار حاصل.. والوجه الآخر أن يكون لا جارية مجرى الدعاء كقولك لا نجا ولا سلم ونحو ذلك.. وقال قوم (فلا اقتحم العقبة أي فهلا اقتحم العقبة أو أفلا اقتحم العقبة قالوا ويدل على ذلك قوله تعالى (ثم كان من الذين آمنوا وتواصوا بالصبر) ولو كان أراد النفي لم يتصل الكلام وهذا الوجه ضعيف جدا لان قوله تعالى فلا خال من لفظ الاستفهام وقبح حذف حرف الاستفهام في مثل هذا الموضع.. وقد عيب على عمر بن أبي ربيعة قوله ثم قالوا تحبها قلت بهرا * عدد الرمل والحصى والتراب (1)
(١٩٩)