شاء من الناس راتع هامل * يعللون النفوس بالباطل تقتل ذرية النبي وترجون خلود الجنان للقاتل ما الشك عندي في كفر قاتله * لكنني قد أشك في الخاذل فامتعض الرشيد وأنفذ من يقتله فوجده في بعض الروايات ميتا وفى أخرى عليلا لما به فسئل الرسول أن لا يأثم به وأن ينتظر موته ففعل ولم يبرح حتى توفي فعاد بخبر موته.. وللنميري لو كنت أخشى معادى حق خشيته * لم تسم عيني إلى الدنيا ولم تنم لكنني عن طلاب الدين محتبل * والعلم مثل الغنى والجهل كالعدم يحاولون دخولي في سوادهم * لقد أطافوا بصدع غير ملتئم ما يغلبون النصارى واليهود على * حب القلوب ولا العباد للصنم (مجلس آخر 79) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (وإذا الموؤودة سئلت بأي ذنب قتلت) .. فقال كيف يصح أن يسئل من لاذنب له ولا عقل فأي فائدة في سؤالها عن ذلك وما وجه الحكمة فيه وما الموؤودة ومن أي شئ اشتقاق هذه اللفظة.. الجواب قلنا أما معنى سئلت ففيه وجهان.. أحدهما أن يكون المراد أن قاتلها طولب بالحجة في قتلها وسئل عن قتله لها وبأي ذنب كان على سبيل التوبيخ والتعنيف وإقامة الحجة فالقتلة ههنا هم المسؤولون على الحقيقة لا المقتولة وإنما المقتولة مسؤول عنها ويجرى هذا مجرى قولهم سألت حقي أي طالبت به ومثله قوله تعالى (وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسؤولا) أي مطالبا به مسؤولا عنه.. والوجه الآخر أن يكون السؤال توجه إليها على الحقيقة على سبيل التوبيخ له والتقريع له والتنبيه له على أنه لا حجة له في قتلها ويجرى هذا مجرى قوله تعالى لعيسى عليه السلام (أأنت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون
(١٨٨)