كثيب أو ثيبا كبكر لا ضرعا صغيرة ولا مسنة كبيرة لم تقرأ فتجبن ولم تغن فتمجن قد نشأت في نعمة وأدركتها خصاصة فأد بها الغنى وأذلها الفقر حسبي من جمالها أن تكون قمحة من بعيد مليحة من قريب وحسبي من حسنها أن تكون واسطة قومها ترضى منى بالسنة إن عشت أكرمتها وإن مت ورثتها لا ترفع رأسها إلى السماء نظرا ولا تضعه إلى إلى الأرض سقوطا فقلت يا أبا صفوان إن الناس في طلب هذه مذ زمان طويل فما يقدرون عليها.. وكان يقول إن المرأة لو خف محملها وقلت مؤنتها ما ترك اللئام فيها للكرام بيتة ليلة ولكن ثقل محملها وعظمت مؤنتها فاجتباها الكرام وحاد عنها اللئام..
وكان خالد من أشح الناس وأبخلهم كان إذا أخذ جائزة أو غيرها قال للدرهم أما والله لطالما أغرت في البلاد وأنجدت والله لأطيلن ضجعتك ولأديمن صرعتك.. قال وسأله رجل من بنى تميم فأعطاه دانقا فقال يا سبحان الله أتعطي مثلي دانقا فقال له لو أعطاك كل رجل من بنى تميم مثل ما أعطيتك لرحت بمال عظيم.. وسأله رجل فأعطاه درهما فاستقله فقال يا أحمق أما علمت أن الدرهم عشر العشرة والعشرة عشر المائة والمائة عشر الألف والألف عشر دية المسلم.. وكان يقول والله ما تطيب نفسي بانفاق درهم إلا درهما قرعت به باب الجنة أو درهما اشتريت به موزا.. وقال لان يكون لي ابن يحب الخمر أحب إلى من أن يكون لي ابن يحب اللحم لأنه متى طلب اللحم وجده والخمر يفقده أحيانا.. وكان يقول من كان ماله كفافا فليس بغنى ولا فقير لان النائبة إذا نزلت به أجحفت بكفافه ومن كان ماله دون الكفاف فهو فقير ومن كان ماله فوق الكفاف فهو غنى.. وكان يقول لان يكون لأحدكم جار يخاف ان ينقب عليه بيته خير من أن يكون له جار من التجار لا يشاء أن يعطيه مالا ويكتب به عليه صكا إلا فعل (مجلس آخر 77) [تأويل آية].. إن سأل سائل عن قوله تعالى (إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون).. فقال كيف يخبر تعالى أنهم لا يكذبون