للاختصاص بين الذرية وبين أصلها.. فإن قيل أليس ظاهر القرآن إهبطوا يقتضى الامر بالمعاداة كما أنه أمر بالهبوط وهذا يوجب أن يكون تعالى أمرا بالقبيح على وجه لان معاداة إبليس لآدم عليه السلام قبيحة ومعاداة الكفار من ذريته للمؤمنين منهم كذلك .. قلنا ليس يقتضى الظاهر ما ظننتموه وإنما يقتضى أنه أمرهم بالهبوط في حال عداوة بعضهم بعضا فالامر مختص بالهبوط والعداوة تجرى مجرى الحال وهذا له نظائر كثيرة في كلام العرب ويجرى مجرى هذه الآية في أن المراد بها الحال قوله (إنما يريد الله ليعذبهم بها في الحياة الدنيا وتزهق أنفسهم وهو كافرون) وليس معنى ذلك أنه أراد كفرهم كما أراد تعذيبهم وإزهاق نفوسهم بل أراد أن تزهق أنفسهم في حال كفرهم وكذلك القول في الامر بالهبوط وهذا بين.. [قال الشريف] المرتضى رضي الله عنه ومن مستحسن تمدح السادات الكرام قول الشاعر ويل أم قوم غدوا عنكم لطيتهم * لا يكتنون غداة العل والنهل صدأ السرابيل لا توكي مقانبهم * عجر البطون ولا تطوى على الفضل قوله - ويل أم قوم - من الزجر المحمود الذي لا يقصد به الشر مثل قولهم قاتل الله فلانا ما أشجعه وأبرحه ما أسمحه.. وقد قيل في قول جميل رمى الله في عيني بثينة بالقذى * وفى الغر من أنيابها بالقوادح (1)
(٦٥)